شُرودٌ وأشوَاقٌ
بقلم الشاعر محمد خالد الأمين
أنْــت المُنى وفؤادِي فَاضَ يَشْتَعِلُ
...... والحبُّ أنت ولا كُرْهًــا وَإِنْ جَبَلوا
**
نَبْضُ القلـــوبِ نزيفٌ بَينَ أجْنحةٍ
..... يُدْمِي الشَّرايِينَ شَوْقًا كَيْفَ تَحْتَمِلُ
**
فيكِ الدَّلالُ الـــذِي أحبَبْــــتُه ذَهبًا
...... لا تَصـدَئِين رُواءً ليْتَهُـــــمْ خُبِلُوا
**
بيْن الضُّلوع دَلِيلٌ صِيغَ مِنْ مُتنٍ
...... يَتْلو خِطابًا وَمَـــا عُشّـاقه فَشِلوا
**
والنُّبْلُ يُهْرَقُ منْ أوْدَاجِ أفْئِــــدَةٍ
.... صِدْقًا وَمِنْهُ اسْتَفاضَ العِلْمُ والمُثُلُ
**
إنَّ الحَيـاةَ رحيقٌ من صَفا عسلٍ
....... وَالكُلُّ في جَبْحِـها لَاهٍ وَمَا ثَمِلُوا
**
إنْ فاتكَ العُمرُ لا تبْكِ الحَياةَ وَمَا
..... دامَتْ لِذاكَ الَّذِي أَوْصَى بِهِ الرُّسُلُ
**
وَقَدْ نَشَرْتُ مشيبَ الرَّأسِ أفْرِشَةً
..... حَتَّى يُوَارَى الأذَى والوزْر يَعْتَدِلُ
**
من يا تُرى يَقْتفِي رِزقًا ويُدركُه
..... والقُـوتُ كافِــــلهُ ربٌّ لــهُ السُّبُلُ
**
سمّ ُاللســانِ عَلى طرْفيْ مَنابِتِهِ
..... يُدمِي اللِّحاءَ كآلِ البَغْيِ إِنْ نَذَلُوا
**
بَين السُّطـور حروفٌ مِنْ نَدَا كذبٍ
.... تَرْنُـو سرابًا وهَلْ قُرَّاؤُها وَصَلوا
**
طُغيانُ نَاسٍ وَلكنْ لا عُقولَ لهُمْ
........ إِلَّا الجَهالَــة فِي أطْنَابهَا الخَلَلُ
**
عبقُ الأنَامِ نســــيمٌ تَحتَه عَفَنٌ
........ يَهفُو خِداعًا وَلوْ وُلّاهُهُ هَدَلُوا
**
والذُّلُّ كُحْلُ الأَسَى شَطَّ الضِّياء بِهِ
.. وَالخَلقُ ضَاقَ الأسَى والعَدْلُ مرْتجلُ
**
والنَّاسُ في غفْلةٍ مِنْ كُلِّ مِصْيَدَةٍ
...... فَالوَرْدُ منْ تحْتــهِ شوْكٌ بهِ عِلَل
**
ترَمَّلَ الدَّهْرُ حتَّى نَـــــاح أذْرُعَهُ
...... والنَّعْيُ لحنٌ وفي أَوْتَـارِه الشَّلَلُ
**
يرْجـونَ بالعَدْلِ نُورًا يهْتَدونَ بهِ
..... فَاسْتَحْوَذَ الجورُ وامْتدَّتْ بِهِ الزَّلَلُ
**
يا أيُّهَا النَّـــــازِحُ المُنْفَى خلِيَّتُهُ
.... كَيْفَ الفِطَامُ وثَدْيُ الحُضْنِ مُنْفَصِل
**
كَمْ لَيْلةٍ رَمَدتْ والجَفنُ ملْتَهِبٌ
...... لمْ تَحْجُبِ الدَّمْعَ والأَنْفَاس تَخْتَبِلُ
**
وَقدْ سَريتُ ولون الفجرِ مُنتكِسٌ
... والدَّمْعُ عَاصٍ وَكيْفَ احْمرَّتِ المقلُ
**
وَالليـــــلُ يَشْهدُ لي أنِّي أرَاودُه
..... بالشِّعْرِ حتَّى يَخِرَّ الشوقُ وَالوَجَلُ
**
ظُلْمٌ لَبِسنَــــاهُ لمْ تُسْدَلْ سَتائِرُهُ
...... وَالفَجْرُ في نَعْشِـهِ لا حَوْلَ يَرْتَحِلُ
**
كَمْ آمِرٍ بَيْنَ مَوْجِ الظُّلْمِ راكِبُهُ
...... كَالحُلْمِ مَهْمَا بَهَا سحرًا فلا يَصِلُ
**
إنَّ الحَياةَ وفاقُ الرُّوح في جَسَدٍ
...... وَالمَوتُ قبرٌ سيُفنِي كلَّ مَا غَزَلواْ
**
يَوْمًا تَعُضُّ الثَّــرى والكُلُّ ذَائقُهُ
..... مهمَـا سَرَحْتَ له الحُسْبَانُ وَالأَجَلُ
**
نَجْرِي تِباعًا وَنفْنى في مَعابرها
.... والريحُ تسطو على الأجيَـال تنفعلُ
**
إنْ لم تُواكِـبْ حياةَ العلمِ مِنْ نُظمٍ
..... تَبقَى حَنونًا إلى المَاضي وتَرْتَجِلُ
**
وَفي البُحورِ ترى الأَصْدَافَ نَيِّرَةً
...... بيْنَ القوافِي يَشِــعُّ الفَخْرُ والغَزَلُ
**
أقْفَيْتُ نَظْمًا بإِجْلالٍ سَمَا وَهَجًا
.... والشِّعْرُ لمْ يُمْحَ مَهْما تَاهَتِ المِلَلُ
**
لَوْلا الخَيَالُ الذِي يَطْفُو بِهِ سُحُبًا
..... لَكَانَ مِنْ حُرْقَةِ الهِجْرَانِ مُشْتَعِل
**
محمد خالد الأمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق