اليتيم
بقلم الشاعر محمد العويني
شاءت الأقدار أن يستشهد الأب
وتموت الأم في ساحة النضال
فأصبح يتيما وحيدا بين الأطفال
غادرت البسمة ثغره
وأغلقت شفتاه بالأقفال
يتيما يجوب الشوارع
ما يمد يديه للسؤال
عيناه بائستان
تسير إلى أسوء حال
يحمل بين أكتافه هموما
لا تطيقها الجبال
لا يعرف أما و لا أبا ولا عيدا
ولا فرحة كالأطفال
دمت قدماه الحافيتان
من كثرة الترحال
عيل يعيل مجموعة من العيال
يجد ويكد
ويقدم على ما لا يطيق من الأعمال
شاكرا حامدا ربه
على كل الأحوال
يمشي متثاقلا وهو لا يحمل أثقالا
زاده ما ورث من شيم الأبطال
لا فضة و لا ذهب و لا أموال
تتلقفه أيادي الاستغلال
لينجز أشق الأشغال
فأين منظمات حقوق الطفل و الانسان
لم نر منها إلا الخطب و الاهمال
ويحكم من الله يوم السؤال
يا من شردتم الطفولة
واعتديتم على كل الأجيال
يا من زرعتم في قلوب الصغار الرعب
وحولتم حياتهم إلى هموم وتعب
بدل اللهو والبسمة واللعب
صبرا بني سيتغير الحال
وستنهض قلوب الرجال
وتمسح دموع كل الأطفال
ويقيد الظالم بأشد الحبال
عذرا بني فالأسود نائمة
ولم تحسن رعاية الأشبال
عذرا وألف عذرا
فالغاصب لا يرتدع إلا بالقتال
وذلك حال كل الأنذال
بني أخبرتني الأيام
أن بين الظلم و العدل سجال
إما أن ينتصر الحق
أويصاب أطفالنا بالهزال
وعدا صغيري سأروي قصصكم
في كل مجلس
و في كل مقال
محمد العويني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق