الثلاثاء، 15 يونيو 2021

نيران نيرون للشاعر سلطان أحمد محمد

 نيـــــــــــران نيرون

بقلم الشاعر سلطان أحمد محمد

وجهكَ يا وطني تكدّر أم وجهُ الزّمان؟ 

على أمجاد ماضيك غرّدَ حرفي

وعلى أطلالكَ اليوم

أطرقتُ رأسي

خجلاً يسحقني الحياء


عاد هولاكو يجرُّ الحديد

لكنّه مؤمناً 

فله دينٌ جديد

وكسرى جذِلاً يشربُ كاساته

قد بهرتْهُ غزواتُه

فأزهرتْ نارُ إيوانِه المجيد

يزرعُ نارَه 

على موعدٍ للقاء!


عبثَ الجرذُ في جدارِ سدّك

عقدَ وليمةً مع كباره في الخفاء

فغاضَ ماؤكَ بعدَ فيض

آآآه هويتَ مؤدبةً للزّعماء!


جيشُك يا وطني ترجّل

سيفك تكسّر

ماؤك تكدّر

أيُّ جرحٍ راعفٍ في جبيني قد تفجّرْ؟

شمسُك، ظلُّك، بحرك، شجرُك

كلُّ أندائك

داستها حوافر نياشين الإنتشاء!


على طبق تعاقُرِهم لكاساتهم

في ليالِ عهرهم

في ليلةٍ مظلمةٍ

 أعلنوا حلولَ الشّتاء


قطعوا منكَ ذيلكَ الصبّاري

فانبتوا لك ألفَ ذيلٍ صنوبري

كل ذيلٍ على رأسِ ضحاياه

يحملُ شعاراً

وللشيطان يكنُّ له الولاء


وبدت شهرزاد مع شهريار

تحكي له 

كلّ ليلٍ  انتصار

فيزهو بزيّ الخُيلاء


ماذا غيرُ النّيران فيك ياوطني

أأجدُ لديك كسرةَ خبزٍ

جرعةَ ماء؟

لا أرى إلّا نيراناً!

تتناسل  

من رحمِ نيرون تتكاثر

نار نار نار نار!!!

عقمتْ عنها السّحاب

كلّ يومٍ تأتي على أعقاب حرفي

فتلتهب بناني

يشعلُها سيلُ الدّماء 


أسرابٌ كا المجرات من حروفنا تهاجر

وعلى أفواهنا باقيةً مُرّةً ومرهقهْ

أيّتها الحروفُ المهاجرهْ

يا حريقَ حروفي

متى إلى النور العبور؟

يا حروفي المشتعلهْ

سنظلّ نرعى النّجوم

نناجي الغيوم

نقرعُ حجرَ السّحاب

وستنبجسُ لتغسلَ عنّا غُبارَ السّراب

وسنرى السّماءَ بعدَ طولُ عناء


يوسفُ أيّها الصّدّيق

فسّرْ لنا 

خريفاً كان لنا

أكلَتْهُ سبعٌ عجاف

وسندباداً

رماهُ الموجُ فأخفتْهُ آلهةُ البحار

رحلَ مع النّهارِ ولم يعدْ

وما زلنا كلّ ليل

نلهّي أطفالَنا

خلفَ انكفاءِ القدُور

نشيٌعُ رُفاتَ الانتضار


يوسفُ أيّها الصّدّيق

هلْ لنا بقميصك

نلقيه على وجهَ أبينا

ليرتدَّ بصيرا

فيعودُ لنا وجهُ النّهار


أيّتُها البراكين الجائعهْ

اعصري أمامَكِ كلّ الصّخور

اقتلعي عتاولةِ الحروب

ابتلعي كيدَ آلهةِ القصور

اعصفي بريح الشّمال

لترسو على أجوائها رياحُ الشّمُول

فتضحك لنا غرّ الحقول


 أ/ سلــ"الوجيه"ــطان*

سلطان أحمدمحمد 🇾🇪اليمن/تعز

١٥/٦/٢٠٢١

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق