بقلم الشاعر غسان الضمان
الدين والأخلاق ...... ( البحر البسيط )
يامبدع الكون يا ربّاه إنّ لنا
فيك الرجاء عرفناه من الصِّغَر
رفقا بِنَا فالحواشي كلّها قُطِعت
لا يشغل الفكر إِلَّا رحمة القدر
فليس موسى أتى للشَّرِّ مكتنفا
ولا يسوع أتى من نُدرة النَّفَر
كذا فطه أتى للناس مفخرة
مُتمِّما صحف الأديان للحَشَر
ما أنزل الله فيهم شرَّ مفْسَدة
بل حظَّهم بسمو الخلق والفِكَر
قد خصَّهم خالقي علما ومعرفة
وفي المصاحف نالوا الوصف كالدُّرر
فأُبلِغوا من مَلاَك خير مَكْرُمة
بأنهم نُزلاء الله للبشر
وما نبيٌّ جزاه الله مرتبة
إِلَّا وفيه معاني الخير والجَسَر
وفي الصّحائف آيات مُنَزَّلة
عنوانها الخير في الأسفار والسّوَر
فذي مُنزَّلة للخلق قاطبة
فيها التّسامح عنوان لمعتبر
يا مَنْ ذراكم إله الكون في مِلَل
شتّى على الأرض لا تجْروا إلى الكدر
عافاكم الله من سقم ومن كلل
فهو النَّجيُّ لكم من غفلة القدر
ذراكم الله كي تسمو مراتبكم
أما علمتم بذا عن رَبِّ مقتدر ؟
دعوا التَّسامح نبراسا لمنهجكم
ذا عمَّه الله في الأنحاء والمِصَر
كلّ الشّرائع عند الله حافلة
بالسلم والخير والإيمان بالقدر
وللتَّسامح عنوان نُجِلُّ له
أَدلى به الله بالتَّشْريع والسُّوَر
ياصحبتي : أفلا تبغون منزلة
عند المنيَّة فيها أَحْسَن الحَبَر ؟
دعوا التَّسامح يسمو في محافلكم
أهلْ تنالون من ذا الشّأن من ضرر ؟
إنْ ضاقت الحال يبقى الصَّبر منهجنا
لا الكفر يسعفنا إِنْ نشكُ من قتر
صبراً على الضّيم إنّ الضّيم آفَتُنا
ورحمة الله تخفي ذلَّة العَثَر
ما حالك الليل إِلَّا سوف يعقبه
إشراق نور ، ولا للّيل مِنْ أثَر
...................................
بقلمي : غسَّان الضمّان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق