حكاية الأنثى
بقلم الشاعرة إيمان مرشد حماد
عندما ترتعش أوصال الكلمات
وتنتفض لتخرج من مسامات الوجع
تتبخر كعَرق محموم انهتكه الآنات
تتراقص كغانية من أمام النوافذ
تمسح عن زجاجها الضجر
تتيه بين اروقة يعلوها غبار الذكريات
لا صوت لتلك الحروف
كأنها تموت بلا احتضار
ما نفع الأقلام بلا ورق الأمنيات
طارتْ تلك الحروف كأنها دخان
تشكّل من بين رماده طيفها
وغاب في الزحام
يترنح بين المارين كأنه الهذيان
حزينة تلك الشوارع اليباب بلا مطر
غارقة هي رغم القحط
مسافرة بين المسافات الهاربة من النسيان
من قال ان الطيوف تسكن الظلال
أليست هي فسحة النور في الجدران
من قال ان الحلم خطيئة
يعاقب عليها قانون الإنس والجان
من قال ان مارد المصباح يسكن الأطلال
ويراود الرجال عن أحلامهم
ويترك الأنثى بلا حلم أو طيف امان
يا أيها الشرق المتوضئ بدم الحالمات
هل طين الأنثى من وجع
وقلبها من حرائق الدم وانفاس البركان
يحملها الوجع من الضباب إلى الغمام
فتهبط نحو الأرض المجبولة بالاحزان
ولكنها ما زالت تنبت من بين الصرخات
كأنها بداية صوت يمحو الصمت والخذلان
يا أيها الضعف المُعمد بعنادها
اضعيفة هي من تحمل في جوفها الإنسان
اوضيعة هي من تصنع الحياة في كل زمان
نحيا بها ومنها
ولكنها في ظلال الخوف الاصفر يأكلها النسيان
فإن شبت عن طوق الذل
نجتثها كحامول متسلق على خضرة الأغصان
وياتيك الأحمق يجتر الكلمات بحمقه
فإن ذكرتها زمّ شفتيه قائلا حشاك "نسوان"
وهذه يا قارئي حكاية الأنثى في كل زمان ومكان.
#بقلمي
#إيمان_مرشد_حماد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق