الثلاثاء، 24 أغسطس 2021

أمل الجزء الأخير للأديبة زهرة فرحات

 أمل...الجزء الأخير 

بقلم الأديبة زهرة فرحات

حقيقة أن القصة تحتمل اكثر من عشرين حلقة..

ماجد وحده يمكن أن تكون له قصة اخرى 

طارق أيضا له قصة اخرى...

لكن بما اني لاحظت قلة عدد المتابعين لها لذا سوف نختصر الأحداث..

طارق لا يزال مختفيا..في مكان ما طبعا لن يبقى في بيت صديقه السفير..لأن ذلك يمثل  خطورة امنية على شخصية دبلوماسية 

بعد نصف ساعة من وجوده ثم نقله باقصى درجات التكتم إلى خارج بيروت...في مكان لا يعرفه احد سوى خليل يعقوب واثنان يعملون معه..تمضي الأيام ببطء شديد فهو يشتاق إلى حبيبته وزوجته أمل..ولكن ليس بإمكانه الاتصال بها لأن ذلك سينسف كل جهود المسؤولين عن هذه القضية..

تم اجراء تحقيقات معه..واخذ كل المعلومات التي يمكن أن تفيدهم...للوصول إلى المجرم أو العصابة..

خيوط القضية اصبحت تلتقي كلها باتجاه ياخذنا إلى حل ذلك اللغز...

لنعود إلى الفيلا والأشخاص الذين يسكتون بها..

نهضت أمل من غفوتها..وكالعادة جلست مع والدتها ومنال...في تلك الحديقة...

وجد سلام   الفرصة مواتية ليتكلم مع ابنه ماجد...ذهب سلام إلى غرفة ماجد ووجده ..يتكلم عبر الهاتف..اقفل ماجد الهاتف فورا..سلام ماجد هل يمكنك أن تاتي إلى مكتبي...ماجد نعم دقائق  وسالحق بك...نزل سلام الدرج حيث وصل إلى مكتبه في الطابق الارضي...وبعد خمس دقائق دخل ماجد وجلس على كرسي أمامه  بجانب المكتب 

وقال خير هل هناك معلومات جديدة بخصوص طارق...والحق يقال أن ماجد اصبح قلقا جدا ...فالتحقيقات لم تقفل بعد...

أجابه سلام لا الموضوع اليوم يخصك أنت...متى ستذهب إلى عملك 

ارتبك ماجد وقال قريبا...وهنا وقف سلام وقال ماجد عليك أن تخبرني بما يحدث معك...هل تم طردك من الشركة ولماذا كيف تفعل ذلك بي...أنا رجل له سمعته في تلك الشركة ولولا وساطتي لما كنت هناك...

صمت ماجد لأنه لم يعد بإمكانه أن يكذب اكثر...ثم واصل سلام حديثه ماذا فعلت بتلك الأموال المبالغ كبيرة...وكان علي تسديدها حتى لا يتم وضعك في السجن...

وصرخ سلام في وجه ماجد..تكلم أنا والدك يهمني معرفة مايحدث معك...

هنا وقف ماجد وقال أنت لست والدي..أنا ليس ابنكم ألم تخبرني بذلك  بعد تخرجي من الجامعة ...تحرك سلام باتجاه ماجد وامسك بكتفيه يهزه بقوة..كيف تخاطبني بهذه الطريقة...إلا تخجل من نفسك..أنت ابني حتى ولو لم انجبك كان عمرك يومان عندما توفيت امك 

ماالفرق..والدتك أميمة اخذتك من ذلك المستشفى حيث مات والداك بحادث...

لم نقصر بشيء معك 

كنت مجبرا على أخبارك...فلابد أن تعرف الحقيقة في يوم ما...أنت تحمل اسمي أيضا...وهنا وضع سلام يده على قلبه..الذي لم يعد يحتمل تلك الصدمات..ورجع إلى الوراء وجلس على الكرسي...وهو يتنفس بصعوبة..انتبه ماجد إلى والده وامسك به أين الدواء..أشار له بيده على درج المكتب..اسرع باحضاره مع كوب ماء...ثم قربه من فم والده...وجلس ماجد أمامه على ركبتيه...أبي سامحني لم اقصد ذلك أنت والدي..هل أنت بخير...هل تود الذهاب إلى المستشفى.  .

مرت خمس دقائق..

ثم قال سلام  لا أنا مرتاح الآن...لكن ضع في علمك انني احبك أنت وأمل ليس لي احد في هذه الدنيا غيركما..اتركني الآن وسوف يكون لنا حديث اخر...

خرج ماجد بعد أن أطمئن على والده...ثم قرر الخروج من الفيلا...وهو في طريقه وصل حيث تجلس امل ووالدتها ومنال...وقف بجوارهم...وكان وجهه منفعل...نظر إلى أمل بعينين حاءيرتين..كان ذلك الشعور بحب أمل يزداد يوما بعد يوم..

ثم خرج مسرعا ولم يقل شيئا...

نهضت السيدة اميمة وكأنها احست بأن هناك شيء ما يحدث دخلت مسرعة إلى مكتب زوجها...وهي تقول سلام سلام ماذا حدث..ابني ماجد ليس على مايرام...لنترك سلام واميمة..

ونعود إلى ماجد..بعد  أن أخبره والده

الحقيقة..أن والده ووالدته كانا صديقان  مقربان من سلام وزوجته...وعندما تعرضوا للحادث مات والده فورا بينما بقيت امه يومان وعندما انجبت ماجد توفيت هي الاخرى...وبما أن والداه ليس لديهما أقارب ولم ياتي احد ليسأل عنهم قرر سلام هو وزوجته أن يتبنيا ماجد وتكون جميع الأوراق باسمهما...

هذه المعلومات جعلت ماجد ينقلب رأسا على عقب...

حياته اتخذت منحا آخر...كان دائما يشعر بمشاعر غريبة تجاه أمل ولكن لم يشعر بذلك...ازدادت غيرته من طارق صديقه..لهذا قرر ماجد العمل في فرنسا بعيدا عنهم...انشغل بالعمل وتفوق على نفسه...وصار مدير الشركة يعتمد عليه في كثير من الأعمال..

كان يخرج أحيانا للتنزه وحيدا...وبعد مضي سبع  سنوات تعرف بشاب اسمه منذر..كان يسكن قريبا منه...يلتقيه كل صباح يمارس رياضة المشي...أحيانا يتحدثان قليلا...أخبره أنه من لبنان...من الضاحية الجنوبية...وهكذا استمرت لقاءاتهم الصباحية....حينما كان ماجد يعود إلى لبنان في اجازة كان منذر يرسل معه مبلغ من المال إلى أهله وأيضا بعض الهدايا..

رغم معرفتهم الحديثة...قرر ماجد الموافقة على ايصال تلك الامانة....

وتطورت تلك العلاقة بينهما إلى صداقة...كان ماجد في وضع نفسي يجعله فريسة سهلة...

لاي تنظيم...ومع مرور سنتين  ...توطدت العلاقة بينهما وكان منذر ينتمي إلى تنظيم عصابي..يمتد جذوره إلى لبنان...وتخصص منذر كان في المفخخات...طبعا هو اخبر ماجد انه يقاتل في لبنان إلى جانب الجيش...ولهذا هو متخصص فى المفخخات...لانهم موجودين في خطوط التماس مع اليهود....بهذا اصبح يستميله...وماجد كان في وضع نفسي يحتاج إلى من يتحدث معه....اقترب موعد الزفاف وطبعا سيعود إلى بيروت لحضور زفاف أمل وطارق....وهنا خطرت له تلك الفكرة الجنونية...لماذا لا يتخلص من طارق..ولديه صديق يستطيع أن يساعده 

قرر أن يصارح صديقه منذر بذلك..

منذر كان من مصلحته أن يقوم بتلك المهمة...لانهم محتاجون إلى الوصول عبره الى أهداف اخرى...لهذا وافق على الفور واشترط عليه مبلغ من المال...حتى لا يشكك فيه...منذر كان يعرف بعلاقة طارق بالسفير الاميريكي ومن خلال مهمته تلك كان يريد أن ينفذ عملية مزدوجة...لكن تاتي الرياح بما لا تشتهي السفن....فقد قرر السفير عدم الحضور في اللحظة الاخيرة لأنه تم استدعاءه إلى واشنطن...فبعث بتلك الهدية الى صديقه كما اتفقا معا..

لهذا كانت حادثة التفجير  مهمة بالنسبة لخليل يعقوب...فهو عندما تابع القضية وجد أن خيوطها تشير إلى تنظيم تكفيري...يحرك عصابات لتنفيذ مهامه...اخذ يتحرى الى أن وصل إلى ذلك  الشخص منذر وطبعا عرف بعلاقته بماجد...ومن خلال تحرياتهم تم إلى الوصول إلى تلك المعلومات حول ولادة ماجد وموت والديه...هنا اصبحت كل الادلة تشير إليه..

بعد خروج ماجد من الفيلا ذهب فورا باتجاه المطار..كان يتوجس خيفة من انكشاف امره بين لحظة واخرى....لهذا طلب من والده مبلغ كبير من المال...كان يريد الهروب من لبنان وأيضا فرنسا سيتجه إلى اليونان..بعيدا عن خيوط وملابسات تلك القضية التي تورط فيها...وساعده أحد اصدقاءه وهو موجود في اليونان..هيأ له جميع الظروف...

وصل إلى المطار وحال دخوله للمطار كان هناك ثلاثة أشخاص...يراقبونه إلى أن وصل البوابة التي سينتقل منها إلى الطائرة...عندها التف حوله رجال خليل يعقوب...وتم القبض عليه..بتهمة محاولة قتل طارق...

وأيضا تم القبض على كافة أفراد التنظيم العصابي...بما فيهم منذر....

سنعود إلى الفيلا حيث يجلس الجميع سلام واميمة ومنال وأمل..حول طاولة الطعام..وكانت الساعة التاسعة ليلا...وبينما الجميع يتناول  الطعام العشاء وصلت سيارة إلى باب الفيلا فتح البواب الباب وكان لا يصدق مارءاه امامه ودخل طارق بسيارته 

حتى وصل إلى مدخل الفيلا..نزل مسرعا ثم طرق الباب...واذا بسلام يفتح  الباب فقد اتصل به  البواب فورا التقى سلام بطارق واحتضنه..وهو يقول كيف أين كنت ...الحمد لله أنك بخير...سمعت أمل صوت طارق يتحدث مع والدها ولكنها خافت أن تكون متوهمة  اختلطت عليها الامور عندها استفاقت على صوت طارق..أمل حبيبتي أمل أنا هنا..وصل إلى تلك الطاولة وهي تسمرت مكانها..لم تستطع النهوض من فرحتها برؤية طارق...وصل إليها واوقفها ثم اخذها بين ذراعيه..واحتضنها وهي تبكي...طارق كنت متأكدةأنك لم تمت...لكنهم لم يصدقوني...طارق..

حبيبي أين كنت..عندها وضع طارق يده على فم أمل..وقال أمل احبك ولن اغيب عنك مرة أخرى وهو ياخذها إلى كنبة لكي يجلسا عليها معا....احتضنها بقوة ودموعها تغسل وجهه دموع فرح غسلت كل احزانهما 

.....قلمي ⚘⚘⚘

زهرة فرحات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق