بقلم د.أسامه مصاروه
تقولين
17
تقولينَ إنَّ الحُبَّ للبعضِ ملهاةُ
وقدْ تخْتُمُ الملهاةَ يا ناسُ مأساةُ
وإنَّ الهوى للنفسِ والقلبِ مرآةُ
فإمّا مراعاةٌ وإمّا معاناةُ
أقولُ عظيمُ الحُبِّ ما لا نَنالُهُ
ويُتْعِبُنا بلْ يسْتحيلُ وِصالُهُ
ويبقى جميلًا لا يزولُ جمالُهُ
كما لا يُجافينا بتاتًا خيالُهُ
تقولينَ ما عادَ الهوى مثْلَما كانا
ومثْلَ هوى قيسٍ إلى الآنَ ما بانا
ومثلَ هوى روميو كذلكَ ما حانا
فلا غَدَرا يومًا حبيبًا ولا خانا
أقولُ غرامُ اليومِ عِندَ شبابِنا
كثيرُ النِفاقِ المُرِّ مثْلَ خِطابِنا
لغيرِ الهوى والعِشْقِ سرُّ انْجِذابِنا
وتخطيطُنا بلْ كلُ ما في حِسابِنا
تقولينَ إنَّ الغدْرَ في الحُبِّ شائعُ
كذلكَ إحساسُ الورى بالهوى مائعُ
وحتى الهوى بينَ الأكاذيبِ ضائعُ
أَما قيلَ إنَّ الحُبَّ يا ناسُ رائعُ
أقولُ ظلامُ الليلِ في النورِ يخْتفي
كذلكَ قلبيُ النذْلِ بالقولِ يكْتفي
ولكنّني بالحُبِّ يا ناسُ أحْتفي
وما كنتُ بالحسودينَ أشتفي
تقولينَ وضعُ الحبِّ والعُرْبِ واحِدُ
فكمْ كاذبٍ بالعشْقِ والحُبِّ جاحِدُ
وكمْ عرَبيٍّ للسلاطينِ ساجِدُ
وكمْ حاكمٍ يا ربُّ للْغرْبِ عابِدُ
أقولُ بلادُ العُرْبِ أخلاقُها قفْرُ
فمعذِرَةً لا البرُّ حُرٌّ ولا البحْرُ
بلادٌ برغمِ الخيْرِ يجتاحُها فقْرُ
إِذِ الخيْرُ للأعداءِ أوّاهُ يا صبْرُ
تقولينَ عشْقُ الأرضِ لا عشْقَ قبْلَهُ
ولا بعْدَهُ حتى ولا عِشْقَ مثلَهُ
فمَنْ لا يُحبُّ الأرضَ الحُبَّ كلَّهُ
بكلِّ صدْقٍ لن يُحِبَّ خليلَهُ
أقولُ لعلَّ الحُبَّ أيامُهُ قدْ بادتْ
كما بادتِ الأخلاقُ أو رُبّما كادتْ
تُرى هلْ بِأخْلاقِ الورى الأرضُ قد مادتْ
وإلّا لكانتْ حيّةً رُبّما سادتْ
د. أسامه مصاروه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق