الاثنين، 23 أغسطس 2021

أمل الجزء السادس للأديبة زهرة فرحات

 أمل ....الجزء السادس 

بقلم الأديبة زهرة فرحات

غموض يكتنف قصة اختفاء طارق..أسئلة تطرح نفسها..ما الذي حدث لطارق..هل مازال على قيد الحياة..هل تم اخطتافه...وإذا كان على قيد الحياة  لماذا لم يظهر بعد..

كان ماجد في طريقه إلى البيت وهو يفكر في تلك المحادثة التي دارت بينه وبين خليل يعقوب..تذكر أنه لم يسأله بخصوص معرفته لطارق...وصل إلى البيت..ووجد الجميع في انتظاره على العشاء..حتى أمل قررت الخروج من غرفتها..لتشاركهم جلسة عائلية افتقدوها منذ ذلك اليوم...يوم زفافها 

جلس الجميع حول الطاولة...كانت منال تنظر إلى ماجد بعينين فيهما حيرة واستغراب..فهو لم ينتبه لوجودها وجلس معهم ينظر إلى أمل ..وكله اهتمام...بعد أن تناولوا العشاء خرج سلام إلى غرفة مكتبه...وأمل إلى غرفتها وبقيت منال وماجد والسيدة أميمة..في المطبخ 

ثم كانت منال تنتظر لحظة تنفرد بها مع ماجد..لتعرف لماذا لم يعد يهتم ...لاحظت ذلك من خلال احاديثهم على الهاتف 

فهو يتحجج لكي ينهي المكالمة معها 

انهت الأم تنظيف المطبخ ثم استاذنت منهما..تصبحون على خير...ماجد كان جالسا على الكنبة وهو مشغول الفكر ولم يشعر..بمنال تقترب منه وتجلس بجانبه..وضعت يدها على يده ..وقالت ماجد انظر إلى أريد أن افهم ماذا يحدث معك..حتى انك لم تطلب مني الخروج إلى مطعم منذ أن وصلت..ولامست يداها يديه وهي تنظر إلى عينيه..حبيبي ارجوك

اقتربت منه أكثر فأكثر واحاطته بذراعيها..ماجد اشتقت اليك..انتظر رؤيتك بفارغ الصبر..وهي تحتضنه احست ببرودة في مشاعره كانه شخصية لا تعرفها كأنه ليس معها..انتبه ماجد إلى صوت منال وهي تبكي وتتنفس سريعا..وكانه استفاق لامر ما...التفت ذراعيه حولها واحتضنها..منال يكفي..لما البكاء..أنا بجانبك يداه تلمسان وجهها يمسح دموعها  

وفجأة احتضنها بقوة وصمتا معا..مرت دقائق..ثم قال حبيبتي أنا مشغول هناك امور اريد ترتيبها ...وعند انتهاءي منها سوف نجلس ونتحدث..الآن  أنا متعب واريد ان انام..سوف نلتقي غدا ...قالت منال سوف نرى..تصبح على خير وخرجت مسرعة..كانها تهرب من أمر ما لم تفهمه 

أما ماجد ذهب مباشرة إلى حجرة والده..طرق الباب سمع صوت ابيه يقول ..ادخل ماجد 

جلس قبالته على كرسي بجانب المكتب..سأل ماجد ماهي آخر أخبار صديقك المحقق. هل توصلوا لمعلومات جديدة..أجابه والده..للأسف لم تظهر اي معلومات بل زادت القضية تعقيدات أخرى..لم يعد لصديقي اي صلاحية لمواصلة التحقيقات..الملف بالكامل تم استلامه من مكتب تحقيقات جهة عليا لم يتم ذكر اسمها...

هنا تغيرت ملامح ماجد كليا...فهو تذكر ذلك الرجل والمعلومات التي اخبرها إياه...وقال لوالده ماذا سنفعل..

أجاب سلام على الفور ليس بايدينا شيء سوى الانتظار..

لنترك ماجد وسلام وطارق..ونرجع زمنيا إلى الوراء   ليلة اختفاء طارق..

يوم زفاف أمل وطارق ...كان طارق يجلس بجانب عروسه أمل وينظر إليها ويتحدث معها وكانهما وحدهما في الحفل...كانت حفلة الزفاف تقتصر على بعض الأقارب والاصدقاء.. قرب انتهاء الحفل أحضر احدهم هدية ومعها باقة ورد وقام بتسليمها إلى طارق 

كانت عبارة عن طقم الماس.. وهناك بطاقة كتب عليها..إلى صديقي طارق وزوجته أمل..تمنياتي لكم بالسعادة..اخذ طارق طقم الألماس وقال أمل حبيبتي ألف مبروك وقام والبسها ذلك الطقم ثم وقفا وودعا جميع من في الحفل...وخرجا من الفيلا حيث اقيم فيه الإحتفال...في سيارة طارق...وصلا إلى منطقة تقع في الجزء الشرقي من بيروت ووقفا امام فيلا والدة طارق وكانت عبارة عن شقتين شقة لهما واخرى مقفلة ..ترك طارق السيارة خارج الفيلا..لانه كان مقررا أن يسافرا معا بعد ثلاث ساعات سيغيران ملابسهما ويرتاحان قليلا ثم يخرجان مرة اخرى وعندما دخلا إلى حديقة البيت كانت هناك سيارة جديدة تحيط بيها زينة ومكتوب عليها إلى حبيبتي أمل..أخرج علبة من جيبه ووضعها بيد أمل قال طارق هذه لك..فتحت أمل العلبة وعيناها ترقصان فرحا..وجدت بها مفتاح سيارة ونظرت الى طارق وهو يقول افتحيها اخذت المفتاح وفتحت باب السيارة فوجدت باقة من أجمل الورود مكتوب على بطاقة معها..سنبقى معا إلى آخر العمر...حبيبك طارق..اخذت الباقة ثم اقفلت باب السيارة ووضعته في جيب طارق.. وهنا التفت ذراعا طارق حول خصرها وحملها إلى شقتهما وصعد بها الدرج وفتح باب الشقة ودخل طارق وهو يحمل عروسه كانت هناك اضواءخافتة وشموع وموسيقى انغامها تتناسب وشاعرية تلك اللحظات..انزلها ثم طوقها بذراعيه وهي ماخوذة بسحر ليلة العمر كانت سعيدة لدرجة أنها لم تستطع حتى الكلام فهي تهمس واضحك والتصقا معا يرقصان فرحا على أنغام تلك الموسيقى...ثم دخلا إلى غرفة النوم كل شيء فيها كان من اختيار أمل وطارق معا..الجمال يحيط بهما في كل أنحاء الشقة..دخلت أمل إلى الحمام واغتسلت ثم لبست ثوب نوم زهري اللون شفاف بدون اكمام..وخرجت وشعرها مسندل فوق كتفيها تتهادى في خطوات بها خجل..وذهبت حيث كان طارق يجلس على حافة السرير جلست بجوراه...احتضنها طارق..وقال صغيرتي. حبيبتي هل أنت سعيدة..لامست يدها شفتاه ثم عيناه وقالت وهي تنظر في عينيه طالما أنت معي السعادة لا تفارقني...هنا في هذه اللحظة رنين هاتفه يسمع بنغمات مميرزة   أراد تجاهله ولكنه عاد مرة أخرى 

استوى جالسا ويده الأخرى تحيط بأمل وأخرج هاتفه من جيب سترته حيث وضعها على كنبة بجانب السرير نهضت معه أمل واستغربت من يتصل بهما في مثل هذا الوقت..بالذات..نظر إلى الهاتف وهنا ترك أمل وذهب إلى زاوية الغرفة..الووو نعم ماذا حدث..كانت أمل تنظر إليه ولم تفهم شيء...ثم قال نصف ساعة واكون موجود....نظر إلى أمل وهو يلبس سترته...ثم قال ارتاحي قليلا وسوف أعود لنذهب إلى المطار.. هناك موضوع لابد أن انهيه حالا طالما اني مسافر وقبلها ثم خرج مسرعا...وقفت أمل مندهشة..من الذي اتصل بطارق..هناك امر غريب...ثم قالت كلها ساعتان وسنكون 

لوحدنا نسافر إلى حيث لا يوجد اي شيء يزعجنا ثم اخذت تهتم بملابسها وترتب حقيبتها...

نزل طارق الدرج مسرعا كان يريد صعود السيارة باسرع وقت...خرج إلى حيث ترك سيارته وعندما اراد فتح باب السيارة وجد مفتاح سيارة أمل وتذكر أنه نسي مفتاحه في الشقة حيث كان يضعه دايما..ماذا سيفعل..في لحظة خاطفة قرر أن يذهب بسيارة أمل فتح باب الفيلا وأخرج السيارة ثم ذهب وهو يقود سيارته بسرعة جنونية...

هنا نعود إلى أمل  مرت أكثر من نصف ساعة وطارق لم يتصل او يعود قررت الاتصال به وجدت الهاتف مقفل...وهنا وجدت نفسها تشعر بقلق وخوف لم تشعر به من قبل وهي بهذه الحالة وإذا بها تسمع صوت إنفجار قريب من محيط سكنها ذهبت مسرعة إلى نافذة الغرفة فرات دخان كثيف يحيط بالفيلا..نزلت مسرعة وهي تلبس روب فوق فستانها الزهري وعندما خرجت من الفيلا وجدت سيارة زوجها تحترق وبدات تصرخ...طارق طارق..التف حولها أشخاص كانوا قد سمعوا صوت الإنفجار..من طارق هل هذه سيارته..اجابت زوجي طارق ثم سقطت أرضا لم تعد نستطيع أن تتحرج اوصلوها إلى شقتها..وهي تبكي وتصرخ طارق..قال لها احدهم هل لديك أحد تتصلين به..هنا نظرت إلى هاتفها وتذكرت انها لابد أن تتصل بماجد....

يتبع 

قلمي..⚘⚘⚘

زهرة فرحات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق