وداع اللقاء
بقلم الشاعر جمال عتو
صمتك مايبقيني على حسن ظني ورويتي وجلدي ، صمتك هدير يشعل لوعة الترقب والانتظار ، ومحياك يروي ألف قصة وحب وانعتاق ، فهل لي من لقياك يحلق بي إلى العلى حيث الخلاص ، وهل لي من نظرة لا ترديني أخطو بها في ردهات عزلتي ، وهل لي من نفخة نايك المبحوح أقتفي به أثر السائرين ؟ .
يارفيقا طال فراقه فاكتوى بطيفه سويداء كبد ،
قل لي بربك من أتيت ؟ تنظر إلى الأعلى ، أموطنك في السماء ؟ .
توادعنا يوما على جسر الشرق والنوارس آتية سرابا إلى أعشاشها الحجرية ، والغسق قد حل ، وبرودة الكف تنذر برحيل مؤجل وعبرات عصية عن البوح ، تدثرت أنت بياضا وتدثرت أنا شوقا ، وشربنا معا نخب المعنى ، وأنشدنا جمالا كوداعة الجسر ، وأنينا كآهات الناي ، وألما كحسرة الفراق .
فهل عدت يوما ؟ وقد أذنت النوارس بالرحيل ، وحمرة الشمس زفت إلى ليل السالكين ، ودمع الشمع يقاسم لوعة العاشقين ؟
أنتظرك فجرا علي أظفر بلقياك فيطرب الحبيب لجلال المشيب .
أنتظرك بعدما يسأم الغراب وفي خاطره حيرة قابيل ،
فقد عهدتك هابيلا منبع الحب والوداعة والبياض .
جمال عتو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق