الاثنين، 27 سبتمبر 2021

وداع اللقاء للشاعر جمال عتو

 وداع اللقاء

بقلم الشاعر جمال عتو 

صمتك مايبقيني على حسن ظني ورويتي وجلدي ، صمتك هدير يشعل لوعة الترقب والانتظار ، ومحياك يروي ألف قصة وحب وانعتاق ، فهل لي من لقياك يحلق بي إلى العلى حيث الخلاص ، وهل لي من نظرة لا ترديني أخطو بها في ردهات عزلتي ، وهل لي من نفخة نايك المبحوح أقتفي به أثر السائرين ؟ .

 يارفيقا طال فراقه فاكتوى بطيفه سويداء كبد ، 

قل لي بربك من أتيت ؟ تنظر إلى الأعلى ، أموطنك في السماء ؟ .

توادعنا يوما على جسر الشرق والنوارس آتية سرابا إلى أعشاشها الحجرية ، والغسق قد حل ، وبرودة الكف تنذر برحيل مؤجل وعبرات عصية عن البوح ، تدثرت أنت بياضا وتدثرت أنا شوقا ، وشربنا معا نخب المعنى ، وأنشدنا جمالا كوداعة الجسر ، وأنينا كآهات الناي ، وألما كحسرة الفراق .

فهل عدت يوما ؟ وقد أذنت النوارس بالرحيل ، وحمرة الشمس زفت إلى ليل السالكين ، ودمع الشمع يقاسم لوعة العاشقين ؟

أنتظرك فجرا علي أظفر بلقياك فيطرب الحبيب لجلال المشيب .

أنتظرك بعدما يسأم الغراب وفي خاطره حيرة قابيل ،

فقد عهدتك هابيلا منبع الحب والوداعة والبياض .


جمال عتو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق