الأحد، 12 سبتمبر 2021

خاطرة الدنيا كفاح للأديبة لطيفة ناجي

 📜الدنيا كفاح، 

بقلم الأديبة لطيفة ناجي

هي رحلة العمر ،يكون فيها الإنسان مسيرا وأحيانا قد يكون مخيرا. ولكنها رحلة استكشافية ،مسار شاق محاط بالأشواك ، تتلاقى وتفترق فيه الأرواح، متاهة تعددت فيها الترهات، نسلك شعابها المحفوفة بالظلال والظلام و الأضواء الخافتة التي يتردد فيها الهمس المريب، والصخب، والحركات والأصوات والهتافات والنزاعات. يتملكك الرعب والدهشة وتمشي باستغراب. تجد نفسك تتقدم بخطى حائرة ،لا تلوي على شيء ثم فجأة تزل قدمك فتقع في حفرة قد تكون عميقة كظلمات اليم، و مليئة بالأحجار التي ستخدش أطرافك أو وجهك، تظهر جروح وكدمات  لم تنتبه لها وأنت تسلك الطريق، جروح تنزف، تحاول يائسا مداراتها أو مداواتها فلا تستطيع لأنها تترك ندوبا  تذكرك ببلادتك وعدم أخذك الحيطة والحذر وأنت تبحث عن منفذ إغاثة  . أحيانا أخرى تعترض  طريقك حفرة تتعثر فيها وتسقط سقطة تتسبب لك في كسور بليغة لأنك حسبتها دون مخاطر فتتحمل العواقب الوخيمة لوحدك. هكذا نحن البشر. نمشى الهوينا أو نسرع الخطى أو نتحرك بثبات تقودنا العزيمة والثقة بالنفس وقوة الإرادة.  قد نلتفت يمينا وشمالا وربما إلى الوراء لأن الأمام واضح المعالم، لا نرتابه ولا نخافه. ولكن يتولد لدينا  إحساس غريب  يلف الذات فيتهيأ لنا بأن شخصا أو شيئا خطرا   يقتفي أثر خطانا فينمو بداخلنا شعور بالخوف والهلع  من المجهول،يكبر ويكبر، نلتفت، مرات ومرات حتى أنه يخيل إلينا أننا نسمع وقع خطوات تتوقف عن الملاحقة حين نتوقف  وتعاود المشي حين ننطلق، فنسرع الخطى مرعوبين ،والعرق يتصبب على الجبين ، وربما نهرول حتى نصل إلى مكان آمن .مخاوف وصعاب  نتحداها بالأمل ،نبحث عن مخرج بالصدق والوفاء، تترك ندوبا في كل جزء منا، للذكرى كي لا ننسى وحتى لا نكرر الخطأ ... مر العمر راكضا، تعددت محطاته ولنا في كل واحدة وردة أو زهرة تؤكد لنا بأن الحياة حلوة والخير فيها دائم مهما عانينا. ويوما ما ستكون نهاية الرحلة حتمية. حينها سنختفي تاركين الذكرى لمن، ذات يوم، أحبونا بصدق  و أكرمونا بعواطفهم النبيلة، سيترحمون علينا لا محالة. . 

      بقلم ذة لطيفة ناجي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق