تداويت من جرح حبى
بقلم مصطفى سبته
تداويت من جرح حبى عن الهوى
كما يتداوى شاربُ الخمر بالخمر
لَقَد لامَني في حُبِّ روحى أَقارِبي
أَبي وَاِبنُ عَمّي وَاِبنُ خالي وَخالِيا
ألا زَعَمَتْ روحى بأني لا أحبها
بلى والليالي العشرِ والشفع والوَترِ
يَقولونَ لَروحى أَهلُ بَيتِ عَداوَةٍ
بِنَفسِيَ لَروحى مِن عَدوٍّ وَمالِيا
بلى والذي لا يعلمُ الغيبُ غيرُهُ
بقدرتهِ تجري السفائنُ في البحرِ
أَرى أَهلَ روحى لا يُريدُنَني لَها
بِشَيءٍ وَلا أَهلي يُريدونَها لِيا
بلى والذي نادى من الطور عبدَهُ
وعظّمَ أيامَ الذبيحةِ والنّحرِ
قَضى اللَهُ بِالمَعروفِ مِنها لِغَيرِنا
وَبِالشَوقِ وَالإِبعادِ مِنها قَضى لِيا
لقد فُضِّلَتْ ليلى على النساءِ. مثل. ماعلى ألف شهرٍ فُضِّلتْ ليلة القَدْر
قَسَمتُ الهَوى نِصفَينِ بَيني وَبَينَها
فَنِصفٌ لَها هَذا لِهَذا وَذا لِيا
فلو كنتِ ماءً كنتِ من ماءِ مُزنةٍ
ولو كنتِ نوماً كنتِ من غفوةِ الفجرِ
أَلا يا حَماماتِ العِشاقِ أَعِنَّني
عَلى شَجَني وَاِبكينَ مِثلَ بُكائِيا
ولو كنتِ ليلاً كنتِ. ليلَ تواصلٍ
ولو كنتِ نجماً كنتِ بدرَ الدّجى
يَقولونَ لَروحى والعِشاقِ مَريضَةٌ
فَيا لَيتَني كُنتُ الطَبيبَ المُداوِيا
وقاتلتي حتى القيامة والحشرِ
تعلّقَت روحي بروحَها قبلَ خلْقِنا
ومن بعدِ أن كنَّا نطافاً وفي المهدِ
فعاش كما عِشنا فأصبح نامياً
فَشابَ بَنو لَروحى وَشابَ اِبنُ بِنتِها
وَحُرقَةُ لَروحى في الفُؤادِ كَما هِيا
وليس , وإن متنا, بمنقصفِ. العهدِ
ولكنه باقٍ على كلِّ حالةٍ وسائرنا
عَلَيَّ لَئِنْ لاقَيتُ روحى بِخَلوَةٍ
زِيارَةُ بَيتِ اللَهِ رَجلاي حافِيا
في ظلمة القبرِ واللحدِ فأبكي
لنفسي رحمةً من جفائها ويبكي
فَيا رَبِّ قد صَيَّرتَ لَيلى هِيَ المُنى
من الهجران بعضي على بعضي
وإنِّي لأهواها مُسيئاً ومحسناً
فَزِنّي بِعَينَيها كَما زِنتَها لِيا
وَإِلّا فَبَغِّضها إِلَيَّ وَأَهلَها
وأقضي على نفسي لهابالذي تقضي
فحتَّى متى رَوْحُ الرِّضاء لا تنالُنِي
فَإِنّي بِلَيلى قَد لَقيتُ الدَواهِيا
يَلومونَ قَيساً بَعدَ ما شَفَّهُ الهَوى
وحتى متى أيَّام سخطِكِ لا تمضي
وكيف أعزِّي النفس بعد فراقها
وَباتَ يُراعي النَجمَ حَيرانَ باكِيا
فَيا عَجَباً مِمَّن يَلومُ عَلى الهَوى
فَتىً دَنِفاً أَمسى مِنَ الصَبرِ عارِيا
وقدضاق بالكتمان من حبها صدري
فوالله واللهِ العزيزِ مكانهُ
يُنادي الَّذي فَوقَ السَمَواتِ عَرشُهُ
لِيَكشفَ وَجداً بَينَ جَنبَيهِ ثاوِيا
لقد كادت روحي أن تزول بلا أمري
خليليَّ مُرَّا بعد موتي بتربتي
وقولا لليلى ذا قتيلٌ من الهجر
يَبَيتُ ضَجيعَ الهَمِّ ما يَطعَمُ الكَرى
يُنادي إِلَهي قَد لَقيتُ الدَواهِيا
بِساحِرَةِ العَينَينِ كَالشَمسِ وَجهُها
يُضيءُ سَناها في الدُجى مُتَسامِيا
تداويت من جرح حبى عن الهوى
كما يتداوى شاربُ الخمر بالخمر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق