الخميس، 14 أكتوبر 2021

يمامة الفحر للكتور بسام سعيد

 سفر الضوء 63 

بقلم د. بسام سعيد 

يمامة الفجر


غرَّدت يمامةُ الفجرِ 

على نافذة الودِّ الصّباحيِّ 

تغاريد الشّوق والحنينِ 

 عزفت معزوفة التّداني والوصالِ 

بعد أن عزَّ اللّقاءُ

 وبَعُدَت المسافاتُ

 بين الجهات الأربعِ

*

ثمَّة ذكرى 

تنبعثُ مع رائحةِ قهوة الصّباحِ 

وأُخرى قادمةٍ مع خيوِطِ شمسِ الشّروقِ

 توقظُ النّفسَ العاشقةَ لكونِها البهيِّ 

تُفرِحُ الفؤادَ الخافقَ باسم سيّده 

ومولاه الأعزِّ

تُبهِجُ الرّوحَ السّاعيةَ لرؤيّة مُحيّا القمرِ 

ومقلتي ضوء النّهارِ

تهمسُ في سرّها الدّفينِ 

همسَ معشوقةِ اللّيلِ

تنبسُ ببنتِ شفتيها 

كغجريّةٍ أضناها الهوى 

لحبيبها الآتي على راحةِ غيمةٍ 

ترتدي فستان زفافِها الأبيضِ

 تجودُ بقطْرِها المُبارَكِ

 فترتوي الأرض العطشى بِسُقياها الكريمِ

 وتُنبتُ الزّرعَ 

والأزهارَ مختلفة الألوانِ 

ومن كُلِّ زوجٍ بهيجٍ

*

في مِثلِ هذا اليومِ منذُ ألفِ عامٍ وألف 

لاحت في الأُفقِ المُبين نجمةً

 ترقبُ إطلالةَ بدرِها الجميلِ 

على أحرِّ منَ الجمرِ

رقصت رقصتها المعهودة 

على ثغرِ جوريّةٍ خمريّة اللّونِ

في حضرة الوئامِ المهيبِ

تقدمةً وبشرى للولادة المنشودةِ 

لسنابلِ الحقلِ 

وأغصانِ أشجارِ اللّوز والتّينِ 

والليمونِ 

في موسمِ إثمارِ الكرمةِ والنّخلِ 

والزيتون والرّمّانِ  

والزّيزفون


د. بسّام سعيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق