في عالَم الأغْبِياء
بقلم د. محمد الإدريسي
عالَمُ الأغْبِياءِ مصَحَّةٌ تَجْمَعُ المُتَعَصِّبِين
يَتَشَبَّثُ المُتَعَصِّبُ بآرائه مِنَ الكَاذِبِين
يُصَدِّقُ نَفْسَهُ بِغُرورٍ أنَّهُ مِنَ الصَّادِقِين
بِعِنادِه يَتَكَبَّرُ يَتَناسى أنَّهُ مِنَ الجاهِلِين
كَمْ تَساءَلْتُ مَنِ الأخْطَرُ مِنَ الخائِنِين
ما الفَرْقُ بَيْنَ الحُكَماءِ و المُنَجِّمِين
بَيْنَ وَطَنٍ الغَبِيُّ عَلى رَأْس الحاكِمِين
تُؤَلِّهُهُ زُمْرَةٌ جُرْثومِيَةٌ ثُلَّةٌ مِنَ الفاسِدِين
علَى جُسُور الحَياةِ تَضِيعُ مِنَّا أفْضلُ السِّنين
على سِكَك حَدِيدِ الدَّهْرِ حَطَّموا المُسافِرِين
على سِكَك حَديدِ الأقْدارِ داسُوا المُنْتَظِرِين
على رَصيفِ الاِحْباطِ يَنْتَحِرُ حُلْمُ المُتَفائِلِين
على أمْواج بَحْرِ الظُّلْمِ يُسْمَعُ أجِيجُ الضَّالِّين
القَبْرُ لَنْ يُوَفِّرَ راحَةَ الصَّمْتِ لِهَؤُلاءِ الظَّالِمين
ما كانَ الصَّمْتُ خَوْفًا بَل رَفْضٌ لِوُجُود الأُمِّيِّين
في حَديقَة الصِّدْقِ لا تَنْبُتُ عُشْبَةُ المُنافِقِين
كَيْفَ يَتَأَثَّرُ الصَّادِقُ لِحالِ الفُقَراءِ المُعْوِزِين
كَيْفَ يَصْحىَ السَّكْرانُ مِنْ سُكْر الظَّالِمِين
كَيْف نُحارِبُ شَرَّ أغْبِياءِ زَمَانِنا المُتَمَكِّنِين
كَيْفَ نَكْتَشِفُ مِسَاحَةَ الغَباءِ عِنْدَ المُغَفَّلِين
كَيْف نَكْتُبُ لِلأغْبِياء هُمْ لَيْسُوا مِنَ القَارِئِين
إِنْ تَهَجُّوا الحُروفَ هُم لَيْسوا مِن الفاهِمِين
إذا نَطَقوا تَكَبَّروا رَدَّدوا أُسْطورَةَ الجاحِدِين
عُقولٌ فارِغَةٌ لَنْ يُسْمَعَ مِنْها كَلامُ النَّادِمِين
يَتَغابَى عنْ عَمَل الأغْبِياءِ أغْلَبُ الفاشِلِين
كُلُّ أعْمالِهِم عَبَثٌ تُعَبِّدُ طَريقَ المُفْسِدِين
لا تَكُنْ كالمُتَفَرِّجِين لا تَكُنْ مِنَ المُرَدِّدِين
لا يُمْكِنُ اِصْلاحُ غَبَاءً في دُنْيا الانْتِهازِيِّين
يَقولُ الحُكَماءُ إنَّ مُهِمَّةَ الفَلْسَفَةِ فَضْحُ التَّافِهِين
لَقَدْ قَرَّرْتُ اِلْتِزامَ الصَّمْتَ أنا في عالَم النَّائِمِين
إنَّ المَوْتى في قُبورِهِم لا يَحْتاجونَ الأُكْسِجِين
فَقَطْ عَلَيْكُم تَحْدِيدَ لَهُم التّارِيخَ لِإِقامَة التّأبِين
طنجة 11/09/2021
د. محمد الإدريسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق