الخميس، 23 ديسمبر 2021

مدينتي البائسة للشاعر حسين المغربي

 مدينتي البائسة..

بقلم الشاعر حسين المغربي

هذه مدينتي..

مثوى احبتي..

قلبي المحتار معلق بين دروبها..

يقفز، 

يتنطط،

يغيم،

يصحو،

يمطر..

بين لحظة و ضحاها..

كفصل خريفي  في جبال شاهقة..

صدى انفاسي العليلة..

و زلاغ الشامخ شاهدا على مجدها..

يدون دمع المنكسرين  على ابوابها..

ينذب حضها،

و يراقب.. 


مدينتي البائسة..

عيونها الكحيلة حزينة..

تشيع افراحها،

و تاريخها..

و تركن للهزيمة..

في كل زواياها حكاية..

و مراثيا بلا نهاية..

الصبح فيها ينتظر صبحا..

و الاماني معلقة،

و الاحلام على المشانق،

  و الاطفال يشيخون في غفلة،

يضيع منهم، 

و فيهم الشغف و الإبتسامة.. 


هنا.. 

حيث العصافير تألف اقفاصها،

و الحمام مذبوح على نواصيها،

الورود ذابلة دوما،

و الفراشات ضيعت الربيع،

ضيعت الفصول..

تبدد العمر في ارجائها.. 

مدينتي البئيسة..

كلما همست لها..

اشاحت بوجهها الكسير عني،

و ولت هاربة..

الخوف فيها بحار..

شطآنه بلا حيلة.. 


هنا.. 

في مدينتي البائسة..

يزرعون الخوف،

يصادرون الفرح،

يعدمون القصائد،

و الاغاني الجميلة..

لا صوت يعلو على.. 

عواء الذئاب،

و نباح الكلاب..

و اصوات الغيلة..

تغتال احلامنا البسيطة.. 


في مدينتي..

يهيمن الحزن..

دمعا في العيون،

و غصة في القلوب..

في هذه المدينة..

نزرع الاوهام خلاصا،

و نوقد من كاذب احلامنا..

ومضة عليلة..

صبرا على  مآسينا..

تمد في همنا اعواما..

و ننتظر فرجا لن يأتينا.. 


هنا..

كلما ولد لنا وليد..

عمدناه صبرا..

و إذا شب عمدناه صمتا.. 

و متى شاخ تنتهي الحكاية..

هنا ابسط أمانينا.. 

معجزات مستحيلة.. 


في مدينتي البائسة..

نربي الهم حتى يكبر..

نتعهد الغم،

و نزرع البؤس، 

و اليأس..

انتظارا للعاصفة.. 


هنا فاس.. 

مدينتي البائسة..


حسين المغربي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق