مدينتي البائسة..
بقلم الشاعر حسين المغربي
هذه مدينتي..
مثوى احبتي..
قلبي المحتار معلق بين دروبها..
يقفز،
يتنطط،
يغيم،
يصحو،
يمطر..
بين لحظة و ضحاها..
كفصل خريفي في جبال شاهقة..
صدى انفاسي العليلة..
و زلاغ الشامخ شاهدا على مجدها..
يدون دمع المنكسرين على ابوابها..
ينذب حضها،
و يراقب..
مدينتي البائسة..
عيونها الكحيلة حزينة..
تشيع افراحها،
و تاريخها..
و تركن للهزيمة..
في كل زواياها حكاية..
و مراثيا بلا نهاية..
الصبح فيها ينتظر صبحا..
و الاماني معلقة،
و الاحلام على المشانق،
و الاطفال يشيخون في غفلة،
يضيع منهم،
و فيهم الشغف و الإبتسامة..
هنا..
حيث العصافير تألف اقفاصها،
و الحمام مذبوح على نواصيها،
الورود ذابلة دوما،
و الفراشات ضيعت الربيع،
ضيعت الفصول..
تبدد العمر في ارجائها..
مدينتي البئيسة..
كلما همست لها..
اشاحت بوجهها الكسير عني،
و ولت هاربة..
الخوف فيها بحار..
شطآنه بلا حيلة..
هنا..
في مدينتي البائسة..
يزرعون الخوف،
يصادرون الفرح،
يعدمون القصائد،
و الاغاني الجميلة..
لا صوت يعلو على..
عواء الذئاب،
و نباح الكلاب..
و اصوات الغيلة..
تغتال احلامنا البسيطة..
في مدينتي..
يهيمن الحزن..
دمعا في العيون،
و غصة في القلوب..
في هذه المدينة..
نزرع الاوهام خلاصا،
و نوقد من كاذب احلامنا..
ومضة عليلة..
صبرا على مآسينا..
تمد في همنا اعواما..
و ننتظر فرجا لن يأتينا..
هنا..
كلما ولد لنا وليد..
عمدناه صبرا..
و إذا شب عمدناه صمتا..
و متى شاخ تنتهي الحكاية..
هنا ابسط أمانينا..
معجزات مستحيلة..
في مدينتي البائسة..
نربي الهم حتى يكبر..
نتعهد الغم،
و نزرع البؤس،
و اليأس..
انتظارا للعاصفة..
هنا فاس..
مدينتي البائسة..
حسين المغربي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق