رسائل
بقلم الشاعر الحسين صبري
هل مازال في العمر بقية
لأخبره بأن الحياة(خَادِعة)
فلما العجلة ولما السرعة
وكأني أرى الدنيا غير الدنيا ولا الفرح مرتبط بالدمعة وأن العمر يحترق ويذوب كالشمعة ولا بارِقة أمل له ولا النور يَزجرُ في العتمة
ضاع العمر من أجل مبادئ فلا المبادئ بقت راسخة ولا العمر وقف معتدلاً بل صار كشجرة في مهب الريح هزها ريح التغيير وإلتهما الخريف وتساقطت كل أوراقه
العمر صار كعجوز شمطاء أكلتها التجاعيد وأصبح فمها كحجر(الرحى) تلوك الكلام وتمضغه وتبوح بأسرارها القديمة وإن فتاها كان يأتيها على حصان أبيض
لم يدرك العمر أن الزمن هو من أمتطئ فرسًا أبيض كـ(الرَقيم) وصار يجلد الأيام ويتبعه العمر دون دراية حتى صار كالبالون مملؤءً بالهواء
تعب العمر من الركض وحدث إحتكاك في مفاصله ولا ملاذ له إلا الوحدة، يجلس وحيداً على سجادة من صوف الخروف يتحدث مع نفسه في سفاسف الامور وإعتلى وجهه التخاريف
آليس عليه أن يستيقظ من غفلته ويتأمل كناسك أو صوفي كل من حوله وكل الامور و علياؤُها و له أن يدرك بأنه صار كقطار قديم يمشي بالفحم ، لقد كشف الدهر أسراره وإتضح أن العمر كان يسرح فى الخَوَاء
وهل لبقية العمر أن يَكرَع كؤوس الصبر عند باب الفرج بعدما خلع العمر معطف الصدق وإلتحف البهتان ولم يبقى في أفنانه ثمر وأعذرنا أيها العمر إن قدمناك لأحلامنا قربانًا
ومالرسائل إلا مشاعر لا تنكسر فيها الأماني وإن للأمل بَصيص وأني أرى في الافق وميض منه وإن ذهب العمر أو بقى ماتبقى منه فعليه أن يتمهل ويتأمل أو يدعنا و شأننا.
وها هو العام الجديد آتي من خلف أسوار المجهول فلن ألوح له بيدي علامة الترحيب ولن أودع ايضاً العام المنصرم علامة الوداع ولما الوداع وهو من ترك الاوجاع ،ألآم لن يمحيها العام الجديد ولن يمحيها الزمان وقد يمحيها عام جديد
وهنا اسئل سؤالاً هل الطبيعة البشرية لازالت كما هي؟
كم أعددت النجوم في صغري وأني اليوم أراها هي هي لم تزد ولم تنقص ولم أرى في حياتي نجم (كانوبوس) رغم سهولة رؤيته
كل شئ تغير،المواقف كما المبادئ كما البشر الكل يركض ركض الوحوش
متى أتأمل القمر وحدي متى لا تقف روحي عن مناداتك وهل لي أن أناجي النجوم والسماء دون حظورك
متى يكون الهدوء كالمطر يغدق مدينتي،متى أرحل مع الحنين دون العودة إلى صومعتي
وحيداً أرغب أن أكون، فلا أنت كما أنت ولا أنا كما أنا
نحتسي وعود السراب ونثمل من دمع الفراق،متى يقترب عطرك القديم حتى أختنق حباً،متى أكف عن سرقة اللحظات الجميلة،متى يفهم قلبي أن الماضي لن يعود،وإلى متى نظل نطوي الأحلام والأماني كطوي صفحات العمر وهل لنا في العام الجديد أحلام جديدة تتحقق وأماني لاتزهق أم تبقى كأحلامنا السابقة قابعة في الادراج السفلى وهل سنظل في الإنتظار إلى أن يمسك العمر عصا.....
القادم بإذن الله أفضل
كل عام وانتم بخير
#الحسين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق