** عفوا لست للبيع**
بقلم الشاعر عبد الستار الخديمي
في الأيام الخوالي
كنت حالما كالطيف لا أبالي
كنت صبيّا هادئ الطباع
ما أحلى العيش في البساطة والانكفاء
"مرفوع الهامة أمشي" بلا انحناء
كنت أعشق على كفّي الطفوليّ طابع الحنّاء
ألاعب طيف حبيبتي
في شعاع عينيها خَفَرٌ
يحفّزُ الكينونة الأبديّة في الفراغ
يُذيبني كثلج الشتاء على أهداب القممْ
كنت أحمل نصف قلبي
وبعض معسول الكلام ذاب في حلقي
ونصف النصف ممّا تحويه حقيبتي
وأدفن سخطي في مجاز القصائد اليتيمة
لحماقتي، كنت أعتبرها طلامس قديمة
ونظريات الخلق والولادة العقيمة
وتعاويذ السحرة المردة الذين يحجبون وجه حبيبتي بطرف لساني
لم أفقه يوما أنني صبيّ لا يحقّ له أن يعشق
وحدتي كانت شاهدة على الفوضى داخلي
أبدو كجلمود صخر لكن المعركة تشتعل بداخلي
الشعار الوحيد الذي رفعته ولم أندم
"أنا ابن الأرض لا أُشتَرى ولا أُباع"
أنا الآن
وقبل الآن
وبعد الآن.. ألف عام وعام
متشائم حتى النخاع
حتى أنني هجرتُ نفسي
لأبحثَ عنها معلّقة على قمّة الشاهد الباريسيّ
هيّ صورة مضلّلة يتناقلها الرعاع
العروس تتزيّن
تتنمّق وتتهيّأ
تمنّي النفس ألا تُرى غير مجللة بالبياض
رويدا رويدا تتكشّف ويسقط القناع
إمّا أن تنسى وجهي وتتزهّد في حبّي
وإمّا أن تكون في نظري مجرّد طمّاع
صنعت لها جسرا من عيوني في كل البقاع
باعت الجسر
وطمست عيوني
ونصبت شباك غوايتها في كل البقاع
إليك عني .. أنا القعقاع
أنا لا أُشترى ولا أُباع
بقلم: عبدالستار الخديمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق