أُمِّي
بقلم الشاعر عماد اسماعيل
اشتقتُ إلَيْكِ ولضَحكَةِ أَبِي
ونسَيم مروركما بِجَانِبَي
كَفِرَاشٍ بَهِيّ اللوان رِدَاءَه مِلْكِي
و رائِحَته مِن عِطْر الْجَنَّة
وَأَنَا كَالطِّفْل عَلَى أطرافِ الْحَيّ
اتباهي بانتسابي لَكُم
أُخرِجُ رأسَي مِنْ تَحْتِ الْقُبَّعَة
لألفت الِانْتِبَاه
لينظُرَ لِي الْجَمِيع وَيُرَاقِب رقصتي
تَحْتَ المطر
بِحِراسَة أُمِّي وَحَضَرَة أَبِي
خِلسَة مِنْ الزَّمَنِ
كُنَّا نلهو ونجتمع
فَيَجْتَمِع الْحَيّ
فَأُقَبِلَ يَدَا أَبِي
و رَأْسُ أُمِّي . . .
وأُعبئ مِن رائِحَتهما رئتي
تَفَوَّق العِطرَ
وَطَعْم الْحَلِيب
إنَّهُ صِدْقٌ أَبِي
و رِيق أُمِّي
مُختَلِف مُتَفَرِّدٌ
أتمنّاه طِوَال عُمْرِي
مازلت أتزيّنُ
كُلِّ صَبَاحٍ ببسمتها
فتشرِقُ الشَّمْس حِينِهَا
وَتُقَام الْمَوَائِد
وتشعل المواقِد
وَتَتِمّ الْوَلَائِم
مِنْ مَزْرَعَةِ أَبِي
و طَحِين أُمِّي
الخُبز لَهُ طَعْمٌ آخَر
مَدهونَ بِالسَّمْن والعَسَل و يَدَي أُمِّي
وَسَاعَةٌُ تَنْبِيهُ
السَّحُور و الْعَزَائِم
تَجْتَثُّنا مِن سُبات الْحَيَاة
لنَعيشَ حُلما جَمِيل
فِي وَاقِعِ مُستَيقِظ مُسْتَحِيلٌ
نَدُورُ حولَ أُمِّي مَرْكَزُ الدَّائِرَةِ و مِحْوَر اِرْتِكَازٍ
وضَحكَةُ أَبِي تُعَادِل التَّشَتُّت وَالِاهْتِزَاز
ياااااا لَكُم الشَّوْقُ وَالْحَنِينُ وَالاعْتِزَاز
وَالْآن وَحْدِي
تُجاريني الذِكريات
وأقِفُ عاجِزًا عَن لَمْ الشَّتَات
واجزائي الْمُبَعْثَرَة كالفتات
حنيني
لِأُمِّي وَأَبِي
أصبحَ مَنزِلنا يَتيما برحيلِ
ومَلامِحُكم مَرْسومَةٌ
عَلَى الجدارن بأدق التَّفَاصِيل
وصدى صوتكما يفوق صهيل جواد أصيل
فَمَن يَأْتِي وَيَهْتَمّ ؟!
ويقرأَ قَصَصِي قَبْلَ النَّوْمِ
وَيُعَدّ كُوب الْحَلِيب
و يُهْدَأ رَوْع فِنجاني المُبعثَر الْأَفْكَار
لَن يُحَاوِل أَحَدٌ
أَن يقرأَه
أَوْ يُدَقُّ بِأَبِي أَوْ يُشْعَل المِدْفَأَة
أَو يَهْتَّم لِأمْرِي
فَقَدْ ذَهَبَتْ أُمِّي
وَمَات أَبِي
عِمَاد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق