الأحد، 27 فبراير 2022

قبلة للشاعر أسامه مصاروه

 قُبْلةٌ

بقلم د. أسامه مصاروه

قبْلةٌ قدْ غيَّبَتْني عنْ مكاني

عن فؤادي بل وَروحي وَزماني

قبْلَةٌ قدْ حرّرتْني منْ هواني

وأعادتْ لي وُجودي وَكياني


قبْلةٌ قدْ أبْهجتْ عمري وَنفسي

بعدَ إحباطٍ وإذلالٍ ويأسِ

قبلَةٌ قدْ فرّغتْ شحْناتِ نحْسي

وَمَحتْ قهري مِنَ العُرْبِ ونكْسي


قُبْلةٌ بل لحظَةٌ أنهتْ شتاتي

بعدّ أنْ عِشتُ حياةً لا حياتي

قبلَةٌ قدْ أرجعْتْ روحي لذاتي

بعدَ أن كنتُ مسجًى في رُفاتي


 قُبْلةٌ قد محقتْ أرضَ النفاقِ

من خيالي وبنتْ أرضَ الوفاقِ

قُبلةٌ قد سحقتْ عهدَ الشقاقِ

فغدا الأبناءُ جمعًا من رِفاقِ


قُبلةٌ قدْ هدّأتْ عصفَ الرياحِ

وذرتْ كلَ نزيفٍ للجراحِ

قُبْلةٌ قد أطفأَتْ جمرَ النواحِ

لم يَعدْ حولي سوى عطْرِ الأقاحِ


قُبلةٌ فيها تناسيْتُ وُجودي

في شتاتٍ أو على أرضِ الجدودِ

قبلةٌ فيها تجاهلْتُ شُرودي

عندَ جسرٍ أو على خطِّ الحدودِ


قبلةٌ قد أبعدتْ عني جمودي

وذهولي وذبولي وبرودي

قبلةٌ قد حطّمتْ ذلَّ قيودي

واستَفزّتْ فيَّ صبري وَصمودي


قبلةٌ أحيتْ فؤادي من جديدِ

بعدَ نومٍ وسباتٍ في الجليدِ

قبلةٌ أنهتْ وُجودي كالطريدِ

وكذا أنهتْ بقائي كالشريدِ


قبلةٌ قد حقَّقتْ لي في ثواني

أجملَ الأحلامِ في دنيا الأماني

دونِ قولٍ جسَّدتْ أسمى المعاني

منْ سلامٍ وحنانٍ وأمانِ

د. أسامه مصاروه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق