الثلاثاء، 1 فبراير 2022

التكبر للشاعرة زكية أبو شاويش

 التَّكبُّر _______________________________البحر : الوافر

علامَ رفعتَ أنفكَ بازدراءِ ___على من كانَ يحلمُ باللقاءِ

تغيَرَ كلُّ شيءٍ مذ رحلنا ___ ووصلٌ كانَ في ذاتِ المساءِ

وقد ودَّعتُ خِلّاً لا يبالي ___ بما قد كنتُ أحملُ من مضاءِ

لقد كانَ الوداعُ على رصيفٍ ___ وذاكَ الباصُ يأخذني لناءِ

وقد مرَّت سنونٌ لا تراني ___ سوى فردٍ تباعدَ عن بلاءِ

أحقَّاً كانَ هذا كُلُّ قصدي؟! ___ وقد أمَّلتُ نفسي بالنَّقاءِ

.......................

لقد عانيتُ في بلدٍ غريبٍ ___ وكانَ العيشُ مع خبزٍ وماءِ

وطالَ بي المقامُ وقد سلمنا ___وذاك الشوقُ يُصلبُ بالتنائي

وذكرى لا تفارقني لأهلٍ ___وقلبُ قد تعلَّقَ بانتمائي

لأرضٍ قد سبكتُ بها حياتي ___ وللأغرابِ أرنو باستياءِ

وها قد عدتُ مشتاقاً لخلٍ ___ولا أسفاً على أيِّ ارتقاءِ

فبعدٌ قد يجبُّ الحبَّ منّا ___ وكلُّ الحبُّ في زمن الوفاءِ

.....................

تحررت المشاعرُ من كثيرٍ ___ من الأطماعِ تعلو في سمائي

وهانَ المالُ والحاجاتُ تُقضى ___بكلِّ سماحةٍ لا لاجتراءِ

على قانونِ من يقضي بعدلٍ ___ وأعمالٍ لهُ تَرضَى بِنَاء

وما قابلتُ يوماً من تعدَّى ___ على صدقٍ يجولُ معَ الفناءِ

ومافكرتُ يوماً أن أُلاقي ___ صديقاً قد تنكَّرَ لاحتوائي

....................

ألا إنَّ الوفاءَ لهُ بريقٌ ___ يضيُ ظلامَ من تَحتَ اللواءِ

فهل كانت صداقتُهُ نفاقاٌ ___أم التفَّت بثوبٍ من رياءِ

أينسى كلَّ ودٍّ كانً منَّا ؟!___ وقد كنَّا الدواءَ لكلِّ داءِ

ألا إنَّ التكبُّرَ باتَ يزري ___ بمن صعد المناصبَ بالتواءِ

وقد شمخت أنوفٌ قد تعامت ___عن الأصحابِ من بعدِ ارتواءِ

وقد جالت بكبرٍ قد يوازي ___ شياطينَ الجحيمِ مع استواء

....................

حمدتُ الله أن راقت خصالٌ ___ لأشرافٍ أتوا من كلِّ ناءِ

ترحبُ بالقريبِ لكلِّ قلبٍ ___ وتفرحُ بالسلامةِ من حداءِ

فسبحانَ الَّذي أعطى فؤاداً ___دروساً لا تزولُ معَ الهناء

وحسبي أن أجودَ بكلِّ ودٍ ___ لمن يعلو على كلِّ ابتلاءِ

وأنسى كلَّ مغرورٍ تعالى ___ بكبرٍٍ ليسَ يُهضمُ كالعداءِ

صلاةٌ والسلامُ على حبيبٍ ___ وأصحابٍ لهم كلُّ الولاءِ

................

الأحد 27 جمادى الآخرة 1443 ه

30 يناير 2022 م

زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق