جرح المكان
إدريس العمراني
بين خطوات الزمن ضاع المشوار
هناك بعيدا عن ضفة الأحلام
حيث لا ضجيج لا صراخ و لا زحام
بين رمال الصقيع و ظلال السكون
لقاء مع الصمت و شقوة الكلام
خلف جدارات الأمواج العاتية
صوت يناديني من عمق.الأحلام
كرضيع يبحث عن مولد النور
في ليل مقمر أعار صوته للحمام
هناك كانت البسمة و كان اللقاء
بين خطاوي الرمل و الصخر و الركام
هناك مولد قصة عارية دون رداء
قصة حلم و شوق و نزيف
هناك تبادلنا العقل و القلب و الروح
عاشقين كنا على كف السخاء
كلانا يحمل الآخر بين أجراس النبض
قطفنا أجمل ما في الحب دون رفض
هناك كان العناق يخترق صمت الخجل
و البوح العفيف يتموج بين المقل
و قمر النصف يخترق عيون الظلام
صفحة الليل شاخت و أثقلها المشيب
في غفلة من الزمن كان ما كان
بدأ حلم الصبى يسير نحو المغيب
مر عام و تغيرت معالم المكان
عام مضى و أنكرت الحقول ثمارها
و تعرى الياسمين من لونه القشيب
غطته صفرة الخريف العابر
أياما كانت هب عليها ريح مهيب
استعصى نسيانها و غاب المعبر
عراها الزمان و مزق ثوبها القشيب
غاب الطيف و ترك الدمعة و الأحزان
أصبح جرحا يعاكس ذاكرة النسيان
أيام سيبقى عطرها في الصدر موشوم
هاجمتها جيوش القدر المحتوم
غاب القمر وضياه و تبعته النجوم
بقيت زهرة في يدي تتحدى الأيام
و جراح الصبابة وشما على الدوام
و لا زلت على عتبة الماضي أعاني
أبحث عن الأمس أبحث عن عنواني
تلك أيام لا زال عطرها تتنفسه الأماني
أتجرع ذكراها بين الدقائق و الثواني
ادريس العمراني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق