الأربعاء، 23 مارس 2022

جرح المكان للأستاذ إدريس العمراني

 جرح المكان

إدريس العمراني

بين خطوات الزمن ضاع المشوار

هناك بعيدا عن ضفة الأحلام

حيث لا ضجيج  لا صراخ و لا زحام

بين رمال الصقيع و ظلال السكون

لقاء مع الصمت و شقوة الكلام

خلف جدارات الأمواج العاتية

صوت يناديني من عمق.الأحلام

كرضيع يبحث عن مولد النور

في ليل مقمر أعار صوته للحمام

هناك كانت البسمة و كان اللقاء

بين خطاوي الرمل و الصخر و الركام

هناك مولد قصة عارية دون رداء

قصة حلم و شوق و نزيف

هناك تبادلنا العقل و القلب و الروح

عاشقين كنا على كف السخاء

كلانا يحمل الآخر بين أجراس النبض

قطفنا أجمل ما في الحب دون رفض

هناك كان العناق يخترق صمت الخجل

و البوح العفيف يتموج بين المقل

و قمر  النصف يخترق عيون الظلام

صفحة الليل شاخت و أثقلها المشيب

 في غفلة من الزمن كان ما كان

بدأ  حلم الصبى يسير نحو المغيب

مر عام و تغيرت معالم المكان

عام مضى و أنكرت الحقول ثمارها

و تعرى الياسمين من لونه القشيب

غطته صفرة الخريف العابر

أياما كانت هب عليها ريح  مهيب

استعصى نسيانها و غاب المعبر

عراها الزمان  و مزق ثوبها القشيب

غاب الطيف و ترك الدمعة و الأحزان

أصبح جرحا يعاكس ذاكرة النسيان

أيام سيبقى عطرها في الصدر موشوم

هاجمتها جيوش القدر المحتوم

غاب القمر وضياه و تبعته النجوم

بقيت زهرة في يدي تتحدى الأيام

و جراح الصبابة  وشما على الدوام

و لا زلت على عتبة الماضي أعاني

أبحث عن الأمس أبحث عن عنواني

تلك أيام لا زال عطرها تتنفسه الأماني

أتجرع ذكراها بين الدقائق و الثواني

ادريس العمراني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق