الثلاثاء، 22 مارس 2022

أمي للشاعر سامي يعقوب

 الكِتَابَةُ بِأَبْجَدِيَّةٍ ثُنَائِيَةِ التَرقِيْم .

بقلم الشاعر سامي يعقوب

أُمَّي ...


لِروحِكِ الرَحْمَةً و السَلَام ، تَغَمَدَكِ الله بِوَاسِعِ رَحْمَتِه ، و أَسْكَنَكِ فَسِيْحَ جِنَانِه .


أُمَّي !!! ، يَا نَبْضَاً حَيَّاً فِي دَمَّي ...


نَبْضَاً نَسِيَتُهُ طُفُولَتُكِ ، قُرْب حَيْفَا حُلُمَاً مُتَبَسِمِ ...


حَدِيْثُكِ حَوْلَ مِدفَأَة الجَمِيعِ : عَن أَيَامَ البِلَادِ ، و الزِرَاعَةِ و لِلحَصَادِ جُمُوعَ المَوسِمِ ...


كُنْتُ صَغِيْرَاً يَا ابْنَةَ كَنْعَان العَجُوز ، و مَا نَسِيْتُ فَلَسْطِيْنِيَةً فَاضَت الروحُ مِنْهَا لِبَارِيْهَا ( فَلَسْطِيْنَاً ) تُغَنِي بِتَنَسُمِ ... 


ذَكَرْتُكِ لَمَّا سَأَل كَنْعَانِيُّ عَتِيْق ؟ ، كَيْفَ هُوَ الكَرمِل الآن ..

و أشْجَارُ السِنْدِيَان ..


أَجَبْتُهُ بُابْتِسَامَهٍ ؛ عَزَائِمُنَا مِن عَزِيْمَتِهِ ، شَامِخَا مَا فَقَدَ الهُوِيَّة ، مَا زالَ جَمَالَ الأَوْسَمِ ... 


فَقَالَ لَنَا الجَمِيعَ أَبْنَاءَ أُمِي

كُنْتُ وَاثِقَا فِيْكُمُ ؛ حَمَلْتُم ذِكْرَاهُ عَنِيَ غَيْرَ مُقَسَمِ ...


مِن زَعْتَرِهِ - تَحْوِيْجَتَهَا العَجُوزُ - نَكْهَتُهُ مَا زَالَت فَلَسْطِيْنَاً لإِحْسَاسِ شَمَّي و مَبْسَمِي ...


مُنْكِ أُمَّي ؛ حَفِظْتُ تَضَارِيْسَ الهُنَاكَ ، و كُلَّ الطُرُقَ القَدِيْمَةِ و دَرْبٌ لِبَحْرِ حَيْفَا تَنَسُمُي ...


شَمْعَةً ضَاءَتَ طًفُولَتَنَا مِن عُمْق الصِعَاب ، و زَرَعَتْ نَدَى يَدَيْهَا فِي نُفُوسِنَا جَمِيْلَ المَرْسَمِ ...


تَعِبَت كَثِيْرَاً و جِدَاً و مَا أَشْعَرَتْنَا ، بَل أَشْعَلَتْنَا ضُوءَ رُوحِهَا  ضُوءً لَنَا ، ضُوءٌ لِمَا رَأَت مِن دَيْسَمِ ...


أُمِّي ؛ يَا بِنْتَ أُم البِلَاد ، كُنْتِ لَنَا وَطَنَ المَنَافِي و فُؤَادَاً ثَانِيَاً لِجَمِيْعِنَا ، يَا أَنْتِ دِفْئِي و بَلْسَمِ ...


أَرَاكِ أُمَّي دَوْمَاً هُنَا ، و الآنَ دَومَاً ، فِي بَارِحَتِي كُنْتِ حُضْنِي ، و أَمْسَاً ، و قَبْلَ اَمْسِيَ كُنْتِ أَنْتِ بَوَاسِمِ...


أُمَّاهُ إِنَّ فَلسْطِيْنُ اقْتَرَبَت مِنَّا كَثِيْرَاً ، نَصْرٌ  قَرِيْبٌ يَا أُمَّي فَتَوَسَمِ ...


أُمَّاهُ شَوقِي و مُهْجَتِي أَنْتِ ، كُنْتِ طَيْفَاً فِي مَنَامِي و فِي كُلِّ صَحْوٍ أَرَاكَ أَمَامِيَ بِالجَمَال تَتَجَسَمِي ...


يَا نَبْعَ الحَنَانِ  و فَيْضَ العَطَاءِ كُنْتُ و سَتَبْقِيْنَ دَومَاً ، أَنْتِ يَا رِيَاضَ الرَوَاسِمِ ...


سامي يعقوب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق