مرآتي مثل الصقيع
أرى فيها وجهي الشاحب
أرى فيها طيفي الغائب
أرى انتكاستي و علتي
أستدرج أيامي و ذكرياتي
أهفو إليها كل صباح
يقودني اليها شعاع الفجر
هروبا من جمر الأحلام
أحط عليها ثقل الأوهام
أصارع فيها لعبة القدر
بيني و بينها قصة أوجاع
ألازمها و القلب ملتاع
أحاول استرجاع ما ضاع
يا هاجرتي أهلكني الصمت
جراحي تنزف وصراخي
لا هدير له و لا صوت
تتحشرج في حنجرتي الموت
وجهي الشاحب يترجم انهياري
داهمني الخريف بوحشية
سلمني لأكوام اليأس و مزقني بأنيابه
افتقدت الربيع و أجمل ما فيه
أجر خطاي للمرآة كل صباح
يجرني إليها الفضول رغم الجراح
أحملق في جبروتها
في صمتها البارد
و من بداخلها سواي؟؟؟
.جسد ميت أنهكه ظلم القدر
و أطياف حب ميت
هيهات.روح كانت يوما
طواها الخريف المارد
بين الغيم و النجمات
تحطم الحلم المنشود
و سرقته الطعنات
أحببتها حبا فاق طقوس الغرام
تركتني في بحر من الظلام
ألازم المرآة أجس نبض الأوهام
يدي على خدي و الناس نيام
ظننت أني معها أحقق الأحلام
لكن كانت مجرد أوهام
بداية عشق ماتت قبل الختام
أيتها المرآة ليتك كنت تكذبين
ليتك كنت لا تعرفين
يا فاضحة الوجوه المستعارة
في مأتم الصدق و تجار العبارة
أنا من فقدت عقلي الرزين
أنا المسجون في صدر هاجرتي
دمعي فيك لن يروي غليلي
وقوفي أمامك جزء من فضولي
بين قطرات الفجر و أديم الصباح
أمسح عنك ضباب الخيبة
لأرى الموت و أتفقد الجراح
لأشم فيك عطرا كان بالأمس فواح
ادريس العمراني ( خلف مرآتي )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق