الاثنين، 28 مارس 2022

العمر الجني للشاعر عبد العزيز دغيش

بقلم الشاعر عبد العزيز دغيش  

غارَ مني وعنكِ السرورُ 

ومنْكِ وعني

وانتظم الحرفُ على الحزنِِ

ذاكَ قولُ الناي 

عنْكِ وعني

فدعيني عنْكِ أحُث 

زيحَ الهمِّ

وعني

وتعاليْ ، تعاليْ

نرفعُ الغمّ عنْكِ 

أنا وأنتِ ، وعني

يا نغمةَ القلبِ وعمقِِ الوجدِ

وغاية إبصارِ عيني

إلى متى يبعدني حنيني 

عنْكِ 

وإلى متى يشردكِ حنينُكِ 

عني

لا يكفينا ما نردد ؛ 

أنا منكَ وأنتَ مني

يا ظمأ الحنينِ رويدكَ ، مهلاً

هلا عنْك خففت ومني

أثقالُكَ جبالٌ ترزحُ على كاهلي

أنهارٌ تلتهمُ نيراني

تطفئُ روحي

تمحو وتُفنيَ فني

أناتُكَ بلغتْ مدى

لم يصلها عاشقٌ من قبل

طبعَ الشقاءُ على ما تبقى لي

من روح

وأفرغ ما بقى ليا منى

ويلي آه يا ويلي

من هذا الزمن الجنِّي

******

يا مُشعِلَ الحنينَ في الروح

دعني لشأني

قد شواني حنينُك شيّاً وشوى

ما شجاكَ أنت َ قبل أن يشوي

شجوي واصطباري وحَرْفِي

وغِلَّة أوتاري

ويغلُّ حُرقةَ فني

ويلي آه يا ويلي

فالزمنُ جني

*****

يا زهرتي

يا حسناء دنيايا ، يا مِلَّةَ عشقي

ومنيةَ الروحِ والعمرِ والقلبِ والعقلِ

وذروةِ ما للوجود من فن

قد شققت صدري شقاً

بأحرف لا تُْرى إلا لكِ و مني

وأضحيتُ بقلبٍ مشقوق

على الملأ ، يرجفُ بردا

لا ينفعه دثاراً ولا نارَ

يومه بات أنيناً

عليلاً لا يُرتجى منه 

في هذه الحياة حياةٌ

وليس يُجدي معه التمني

أين منه هوىً

كان يملأ السماءَ نجوماً

والأرض إخضراراً

وأنهارَ أنغامٍ ، وبساتين أقمارٍ

وأسرابَ نوارسٍ

وأمواجَ شطآنٍ ، تعزفُ

ما يشبع لحنكِ ولحني

الدنيا أمامه موصدةً ، سماؤها وأرضها

بحرُها وجليدُها

لم يعد يحصد سوى قهرَها

ليس في حيلتِه غير التمني

غير تأففُه من هذا

( العمر الجني *)

ــــــــــــــــــــــــ

عبد العزيز دغيش .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق