الجمعة، 25 مارس 2022

وجع الرحيل للشاعر كمال العرفاوي

 *وَجَع الرّحيل*

بقلم الشاعر كمال العرفاوي

مرّ على رحيلكَ اليوم

أكثر من ستّة أشهر

لم أفرح فيها يوما و لم أبشر

فصُورتكَ يا أخي يا ابن أمّي و أبي

لم تفارقني لحظة حين أنزوي

لأنّي لم أشبع منك أبدا و لم أرتوِ

ما زال طيفكَ يطرق بابي 

مثله مثل كلِّ أحبابي

يزورني دائما و يحضُر

أَتلمَّسه و أُحِسّ به و أَشعُر

فأَسعد به كثيرا و أَبشر

لكن حين أستيقظ من غفوتي

و أجد نفسي مُلازما لوِحدتي

يتملَّكُني الوجع و الألم

من الرّأس حتّى القَدَم

و أغرَق في دموعي

كغريق وسط اليَم

ثمّ أسبح ثانية في أحلامي

فأراك تجلس

في الشّرفة أمامي

كما عهدتكَ دائما

تبتسم إليّ و تنظر

فتجري النُّكتة على لِسانَينا و تحضُر

و ترتسِم على ثغريْنا الابتسامات

و تتعالى في الفضاء الضّحَكات

و نتناقش في شتّى المواضيع

الاقتصادية و الاجتماعية

دون أن ننسى السّياسية

فنتّفق تارة و طورا نختلف 

و اللّعاب من الجدال يَجِف

و يحتدم أحيانا بيننا النّقاش

و لكن يبقى الاحترام هو الأساس

ثمّ أستفيق من جديد

فأجد نفسي وحيد.. (ا) 

أتجرّع عُصارة العلقم المُرّ و أستزيد

فأحاول أن أستفيد

من النّسيان لعلّه يُفيد

لكنّه و للأسف الشّديد

كان قاسيا جدّا معي و عنيد..(ا)

أردتُ مَحوَ أحزاني

لكن لم أستطع و لم أقدر

لأنّكَ ما زِلتَ تسكن وجداني

كالدّم في وريدي و شرياني

فأنا ضعيف ككلّ البشر

أؤمن بالقضاء و القدر

لكنّني إنسان

غيرُ قادر على النّسيان

فكيف العمل؟! 

و إلى أين المَفَر؟! 

سألتجئ إلى العزيز المُقتَدِر

فلا مَنجى و لا ملجأ  إلّا إليه

و سأصبر و أُصابر و أَصطبر

و سأدعوه صباحَ مساء 

و عند الفجر و أثناء السَّحَر

أن يُلهِمني الجَلَدَ و الصّبر

لأنسى قليلا من الحزن و الضّجر

و أن يجمعني بكَ في جنّات النّعيم

فذلك هو الفوز العظيم

أفضل جائزة من الرّحمن الرّحيم

كمال العرفاوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق