*وَجَع الرّحيل*
بقلم الشاعر كمال العرفاوي
مرّ على رحيلكَ اليوم
أكثر من ستّة أشهر
لم أفرح فيها يوما و لم أبشر
فصُورتكَ يا أخي يا ابن أمّي و أبي
لم تفارقني لحظة حين أنزوي
لأنّي لم أشبع منك أبدا و لم أرتوِ
ما زال طيفكَ يطرق بابي
مثله مثل كلِّ أحبابي
يزورني دائما و يحضُر
أَتلمَّسه و أُحِسّ به و أَشعُر
فأَسعد به كثيرا و أَبشر
لكن حين أستيقظ من غفوتي
و أجد نفسي مُلازما لوِحدتي
يتملَّكُني الوجع و الألم
من الرّأس حتّى القَدَم
و أغرَق في دموعي
كغريق وسط اليَم
ثمّ أسبح ثانية في أحلامي
فأراك تجلس
في الشّرفة أمامي
كما عهدتكَ دائما
تبتسم إليّ و تنظر
فتجري النُّكتة على لِسانَينا و تحضُر
و ترتسِم على ثغريْنا الابتسامات
و تتعالى في الفضاء الضّحَكات
و نتناقش في شتّى المواضيع
الاقتصادية و الاجتماعية
دون أن ننسى السّياسية
فنتّفق تارة و طورا نختلف
و اللّعاب من الجدال يَجِف
و يحتدم أحيانا بيننا النّقاش
و لكن يبقى الاحترام هو الأساس
ثمّ أستفيق من جديد
فأجد نفسي وحيد.. (ا)
أتجرّع عُصارة العلقم المُرّ و أستزيد
فأحاول أن أستفيد
من النّسيان لعلّه يُفيد
لكنّه و للأسف الشّديد
كان قاسيا جدّا معي و عنيد..(ا)
أردتُ مَحوَ أحزاني
لكن لم أستطع و لم أقدر
لأنّكَ ما زِلتَ تسكن وجداني
كالدّم في وريدي و شرياني
فأنا ضعيف ككلّ البشر
أؤمن بالقضاء و القدر
لكنّني إنسان
غيرُ قادر على النّسيان
فكيف العمل؟!
و إلى أين المَفَر؟!
سألتجئ إلى العزيز المُقتَدِر
فلا مَنجى و لا ملجأ إلّا إليه
و سأصبر و أُصابر و أَصطبر
و سأدعوه صباحَ مساء
و عند الفجر و أثناء السَّحَر
أن يُلهِمني الجَلَدَ و الصّبر
لأنسى قليلا من الحزن و الضّجر
و أن يجمعني بكَ في جنّات النّعيم
فذلك هو الفوز العظيم
أفضل جائزة من الرّحمن الرّحيم
كمال العرفاوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق