بقلم د. بدر الدريعي
رن مؤقت الساعة التي وضعتها قربي ..
وأخذت أجمع أغراضي مسرعا بعد إنقضاء فترة القيلولة وانطلقت لسيارتي دون شرب قهوتي مخافة أن يفوتني الموعد الـذي كنت أنتظره منذ فترة ليست بالقصيرة ..
وعلي أستدراك كل ما يلزمني من رباطة ولياقة بفن الكلام وحسن التصرف لخوض ذلك الأجتماع الذي سيحدد مصيري وعليه أن أكون بالمستوى المطلوب ..
كل تلك الأفكار كانت عالقة بذهني وقادتني بعيدا لدرجة إنها أنستني أن أنتبه لكمية وقود السيارة حتى..
فأمامي سفر طويل وتشير الخارطة إني سأكون بطريق صحراوي وفيه بعض الأماكن رمال متحركة ناهيك عن حيوانات الصحراء الفتاكة وفعلا أنتبهت لمؤشر الوقود والذي أخذ فعلا إنه بدأ يصدر تنبيه التحذير أن الخزان قد شارف على الإنتهاء والوقود الأحتياط لا يكفيني إلا لمسافة لا تتعدى العشرين كيلو متر وأمامي مسافة هائلة ويجب عليه أن أقطعها بالموعد المحدد ومما زاد الأمور سوء هو عدم علمي بأن هنالك محطات وقود على الطريق أم لا ..
وأنا بخظم هذا اللغز الذي أخذ مني ما أخذ وخاصة إني لم أعتد على تلك الظروف وأجهل كيفية التعامل معها فالمدينة والتحضر من حولي من حين ولادتي ..ومن بعيد أرى أمامي أضواء سيارة قادمة بالإتجاه المعاكس فأخذت أصدر للسائق أنوار متقطعة من كشاف سيارتي وهي علامة طلب المساعدة ..
وفعلا تنفست الصعداء عندما توقف ذلك الشاب الوسيم وترجل قائلا ..
أهلا بك عزيزي هل تريد مساعدة ما
وبتلك اللحظة أحسست إني ك طفل صغير وجد أمه التي أفتقدها ..
وكان سؤالي الأول
هل هنالك محطة وقود قريبة من هنا .
فأجاب ووجه الملائكي مبتسم ببسمة لم أرى مثلها قط ..
قال / نعم هنالك محطة وأتمنى لك رحلة سعيدة وطيبة
وفعلا أدرت ماكنة سيارتي وأخذت اتفحص العلامات المرورية التي ترشدني للمحطة ...وفعلا رأيت أنوار المحطة وهي قريبة مني .
دخلت المحطة وكان هنالك عامل المحطة الكهل الذي سار نحو عداد الوقود ليتفحصه ..
أتجه قائلا
يبدو إنك لم تملئ خزان سيارتك بما يكفي للوصول لوجهتك ولو لم تجدني كيف ستواصل مسيرك.
ألا تدرك مخاطر الطريق وما يتخلله من متاعب
الخلاصة
أحبتي في الله جعل الله تعالى لنا شهر رمضان رحمة منه..
وهو المحطة التي يجب علينا أن نتوقف عندها ونتزود بما يكفينا من رحمات ونفحات إيمانية لنكون مستعدين لذلك السفر مجهول الأفق وعلينا أن نلتقي كل صباح ومساء بذلك الوجه النوراني العظيم الذي جعله الله لنا خير دليل وخير صديق ورفيق ألا وهو قرأننا المبارك وأسأل الله العلي العظيم أن يحفظكم ويحفظ كل عزيز عليكم ويجعل سفركم هذا سفر خير وبركة ويرزقكم رضاه ويجعل جمعنا هذا جمع مبارك تسوده الأخوة الصادقة والكلمة الطيبة
وألف تحية وسلام لأخواننا المسيحين الذين أخروا أحتفالهم بعيد الفصح ببلدنا العزيز مصر الحبيبة كي يحتفلوا معنا بأحتفالنا بعيد الفطر المبارك فمن القلب شكرا لكم وعيدكم مبارك
أخوكم وأبنكم الصغير
بدر الدريعي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق