... ( شَهْرُ الخَيْرِ )
بقلم الشاعر رشاد عبيد
قُمْ نَعقِدِ العَزْمَ وَاسْلُكْ لِلْعُلاَ السُّبُلاَ
وَقَوِّمِ النَّفْسَ بِالطَّاعَاتِ ..... مُمْتَثِلاَ
وَاقْنُتْ لِرَبِّكَ عِنْدَ الفَجْرِ فِي شَغَفٍ
عَلَّ الصَّلاَةَ ..... تُزِيلُ الهَمَّ وَالْوَجَلاَ
وَتَسْتَكِينُ بِهَا رُوحٌ ....... يُعَذِّبُهَا
ذَنْبٌ أَضَاعَ ثَوَابًا .... خَالَطَ العَمَلاَ
وَاضْرَعْ إِلَى اللهِ .. فِي الأَسْحَارِ مُرْتَقِبًا
صَفْحًا جَمِيلاً يُسِيلُ العَيْنَ وَالمُقَلاَ
فِي شَهْرِ خَيْرٍ .. تَجِدْ أَبْوَابَهُ فُتِحَتْ
لِمَنْ تَرَدَّى بِحُضْنِ الرِّجْسِ مُخْتَتِلاَ
قَدْ ضَوَّعَتْ نَفَحَاتٌ مِنْهُ مُزْهِرَةٌ
تُجَدِّدُ الْعَهْدَ ... وَالإِيمَانَ .... وَالأَمَلاَ
فِي رَحْمَةٍ حَمَلَتْ .. عِتْقًا وَمَغْفِرَةً
لِكُلِّ مَنْ كَانَ بِاللَّذَّاتِ ... مُنْشَغِلاَ
وَتَابَ عَنْ إثْمِهِ ... وَاغْرَوْرَقَتْ نَدَمًا
عَيْنَاهُ بِالدَّمْعِ ... لَمَّا أَسْبَلَتْ خَجَلاَ
مِنْ سُوءِ مَازَيَّنَتْ ... نَفْسٌ لِصَاحِبِهَا
دُنْيَا الشُّرُورِ ... وَصَرْحٌ لِلْخَنَا كَمُلاَ
شَهْرُ الصِّيَامِ .... حَبَاكَ اللهُ مَنْزِلَةً
بَيْنَ الشُّهُورِ إِذَا مَاالدَّهْرُ قَدْ رَفَلاَ
بِلَيْلَةِ القَدْرِ ..... مَزْهُوًّا بِطَلْعَتِهَا
لمَّا تَهَادَتْ بِثَوْبِ الحُسْنِ مُنْسَدِلاَ
فَالْمِسْكُ ضَمَّخَ .. آلاَءً لَهَا بَسَمَتْ
وَالكَوْنُ يَرْشُفُ مِنْ أَنْوَارِهَا جَذِلاَ
حَلَّ السُّكُونُ بِهَا حِينَ السَّلاَمُ بَدَا
وَعَظَّمَ اللهُ أَجْرًا .... لِلَّذِي سَأَلاَ
قُرْبًا مِنَ اللهِ فِي الجَنَّاتِ .. تَكْلَؤُهُ
عَيْنُ العِنَايَةِ لِلرَّحْمَنِ إِنْ قَبِلاَ
صَوْمًا لِعَبْدٍ لِرَبِّ العَرْشِ قَدَّمَهُ
يَرْجُو الشَّفَاعَةَ يَوْمَ الحَشْرِ مُبْتَهِلاَ
أَنْ يَفْتَحَ الحَقُّ .. بَابًا لِلنَّعِيمِ عَلَى
مَنْ عَايَنَ الشَّهْرَ قَوَّامًا وَمُحْتَفِلاَ
وَنَالَ عَفْوًا عَلَى مَاضٍ يَضِيقُ بِهِ
حَطَّ الخَطَايَا وَلِلرَّيَّانِ قَدْ وَصَلاَ
أَكْرِمْ بِشَهْرٍ ... بِهِ الآيَاتُ قَدْ نَزَلَتْ
طُهْرًا لِقَلْبٍ .. عَنِ الخَلاَّقِ كَمْ غَفِلاَ
فَأَشْرَقَ الخَيْرُ فِي الآفَاقِ يَرفِدُهُ
هَديُ النَّبِيِّ .. وَدِينٌ جَاوَزَ العِلَلاَ
.. رشاد عبيد
سورية - دير الزور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق