((خلف الشجر والحجر))
بقلم الشاعر أحمد محمد الشربيني
لملم جنودك يا طاغوتُ للقدرِ
واستقبل الحتفَ خلف الصخر والشجر
ففي الدروبِ حشودٌ آن مولدها
*تدنو إليك دُنو الليثِ للبقرِ
وفي المخاض صلاحٌ نسر رايته
** فوق الليل كالقمرِ
قذمَ الدخيل أثرت اليوم قُبتنا
بحفنةٍ من حصار العار كالشرر
صنوَ الضباع تريد الآن صخرتنا
**بغارةٍ من سموم الغدر كالغجرِ
وكم طمحتَ لها والرتلُ في هلعٍ
**مما حوته من الأبطال والظفرِ!!
وكم حلمت بها والهدم في شَللٍ
*مما قَنَتْهُ من العباد والزُّمر!!!
فكم شهيدٍ أبَى والقصفُ كلله
*يطيرُ في خالد الفردوس كالدُّرَرِ!!
وكم يتيمٍ لنا والفجرُ يخطبهُ
يستنهضُ الشمس بين الطرف والبصرِ!!
وكم سُحلنا وبالَ العُرْبُ في شرفٍ
*مابين منبطحٍ فيهم ومُنبهرِ!!
وكم أُسرنا ونبحُ الكلبِ في صلفٍ
يستعطف الغدر رغم النَّهر والضجر
هذي المذابحُ مسكُ الرملِ يفضحها
*وقودها الصمت خلف الروم والهِرَر
هَذي الفواجعُ طيرُالله تلعنها
*صداقها البيعُ بين الغَمْرِ والهَمَرِ!!
هذي الموائد أهلُ الحقِّ تمقتها
*تستنتنُ العهدَ بين الشيخِ والقَذِرِ!!
ترى الخوالفَ تُنْبِي عن مفاسدها
*تستعذبُ الخلطَ بين الدُّرِ والضررِ!!
ترى التوافه تُغضي عن مبادئها
*وفي المواخيرِ كم تهفو لمحتقرِ!!
لا تيأسن بما واجهت يا بطلاً
*فالأرض ملأى من الفرسان والنُّذُرِ
لا تأسفن لماعاينت من وَهَنٍ
*فبيننا أنعجٌ تاهت بلاأثرِ
لا تقنطن بما شاهدت من وقحٍ
*وعندنا أنفسٌ تاقت إلى الحجرِ
لنا الجحافلُ تمضي في كتائبها
*وفي الميادين لم تنكصْ ولم تذرِ!!
لنا النبائلُ تعتو في محاجرهم
**كأنها أسْهُمٌ صالت على وترِ
إذا العرائسُ بِيعتْ في مسارحها
*فعصبةٌ في يمين الحق كالمطرِ
إذا القصائدُ هُدَّت في نوافذهم
***ففي الدواوين لم تصمتْ ولم تَخُرِ
أنا هنا صامدٌ والخصم يعرفني
*عند الكفاح بتدبيرٍ لمقتدرِ!!
من عاشَ حرًا مضى يشدو لرفعته
*وحفنةٌ من ذيولِ العار في سَقرِ
شعر الدكتور/
أحمد محمد الشربيني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق