الخميس، 26 مايو 2022

شيرين للشاعر كامل بشتاوي

 شيرين

سؤالي إليكِ ما ترحلين؟ 

لم تتركين ربوعَ بلادي؟ 

وأرضُ الرشادِ وحزنُ جنين

لم تتركيني بقلبٍ يعاني؟ 

وأنتِ دليلي. وأنتِ اليقين

تقولُ الروايةُ أنكِ متِ

فكيف تموتي وأنتِ الوتين؟ 

وكيف تصيرُ الحروفُ رصاصاً؟ 

تفجر قلباً غزاهُ الحنين

وكيف تكوني صوتاً وصورة؟ 

 ودمعاً غزير

يقولون انكِ أنتِ الأميرةُ

وأنكِ أنتِ ملاذي الحصين

وأنكِ نخلُ بلادُ العجائب

وبركانُ نارٍ يبيدُ الكتائب

وأنكِ أنتُ سلاحُ المحارب

وصوتُ المنافي والعائدين

سؤالي إليكِ لماذا رحلت؟ 

وكنتِ المنارةَ للثائرين

وكنتِ جداري وكنتِ دثاري

وكنتِ العرين

لأجلكِ أنتِ تجلى الإلهُ

رياحٌ تثور وبركانُ نار

تحطُ النسورُ رويداً رويداَ

فتهدي جنينَ وردٍ وغار

لأجلكِ أنتِ تميدُ الجبالُ

وتمسي الصحارى

نخيلٌ يئنٌ وبحرٌ يجن

وزهرٌ حزين

لأجلكِ تشدو طيورُ الكنار

برغم المنافي ورغم الحصار

سؤالي إليكِ  لم ترحلين؟ 

برغم اشتياقي 

ورغم احتراقي ورغم الحنين

عَرفتُكِ شمساً ونوراً ونار

وصوتاً ينادي بهدمِ الجدار

فلا تتركيني طريد المنافي

وأنت الرجاء وأنت اليقين

فانت شيرينُ التي لا تساوم

وانت الفداءُ وصوت الضراغم

وأنتِ الرسالةُ للعالمين

كامل بشتاوي

 24/5/2022

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق