الخميس، 26 مايو 2022

ولم أنس يوما للشاعر كمال مسرت

 همسات مراكشية 

=========

قصيدة بقلمي 

======= 


و لم أنس يوما ..   

========= 


في رحاب النضال القديم  .. 

بين صمت الكلاب و سرب الحمام  .. 

فزت في اليانصيب برحلة  الى السماء ..

فأسرعت  لترتيب أغراض رحلتي ..

قبل أن انسى أو  أنام ..    

-على أرصفة الخريف- ..  

فقد أرحل الآن أو غدا .. 

أخفيت تحت ملابسي .. 

بعض قصائد درويش و جبرا  ..   

و  جورج  مَتّى ..    

عن العشق و السلام ..

و شيء من تربة القدس الشريف .. 

توجتهم بنزيف لساني  .. 

عن الشعب الهمام ..

و لم أنس يوما .. 

أنني مسيحية مقدسية ..  

فعطرت أغراضي .. 

بعبق الحجارة .. 

لما تذكرت أني من ترابها .. 

خلقت ..

وضعت على صدري .. 

تحت درعي  ..

هموم وطني ..  

و فوقهم هويتي.. 

الفلسطينية .. 

زينتها بوشاح  .. 

قرمزي .. 

مطرز  بأحزان شعب كريم   ..

كنت أحكي عن القدس  ..

عن السلام .. 

أجمل الحكايات في حضرة الموت ..

دون حياء ..

على رأسي خوذة .. 

-لست جندية-  

كنت أحكي لها بثي  .. 

فهل يا ترى تسمعني ..   

و الرصاص يحاصر صدى حروفي ..     

في هدوء المكان  ..

و ضيق الزمان .. ؟ 

عم الظلام .. 

قبيل رحيلي .. 

بطلقة عبد  ذميم  ..   

على عصافير  حينا  ..  

على وفدنا التلفزيوني ..  

فأبصرت أمي على أطراف السماء ..

كطيف الغمام .. 

تعانق روحي المعلقة بالأقصى  ..  

لي ذكريات و أرحام  .. 

هناك .. 

عشقت البقاء ..  

الحي  شاء ..

فأهدتني ابتسامة و نعشا   .. 

سحابيا .. 

يليق بموكب  رحلتي  ..

فسيروا بي إلى الأمام .. 

على أكتاف أهلي أحلق .. 

كالنسيم الأخير ..

شيعوني .. 

و الكون خلفهم  .. 

ترحم و بكاء ..  

جند الذباب .. 

عرقل موكبي ..  

ذم و رفس و عواء ..

بذيء الكلام .. 

رهاب الشهداء يعتريهم  .. 

و جند الله غير مبال  ..

بطعن و لا رصاص ..

نحمل الأعلام .. 

نسير بثبات ..

تُشتت صفوف الجنود  ..

و الكلاب ..

زغاريد الثكالى  .. 

فتطرب ما نسيت .. 

على الهيكل من ظلال .. 

و شهيد  ..   

مسلم و مسيحي ..

حماني  عمرو ..  

و عمرو شقيقي ..

بالروح حماني .. 

فودعني قبل الأوان   ..

في حشود المشيعين  .. 

بدمع في مقال ..

خرس الكلام  ..

و كل الشعب عمرو ..

خلف أسوار المعتقلات .. 

كي لا يحكي .. 

تفاصيل رحلتي .. 

إلى جبل صهيون ..  

لفراشات السديم ..  

أصمد أخي عمرو .. 

لا تبالي ..  

بالذباب  .. 

و لا بنباح الكلاب   .. 

ستعود روحي  .. 

لترتاح بالأقصى .. 

سنعود محلقين .. 

بأعيننا في الأعالي  .. 

ننثر حبات السلام  .. 

فيا شجرتي إحكي لمن بعدي ..  

حكاية عشقي .. 

لأمي  .. 


بقلم: كمال مسرت

المغرب الأقصى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق