حفريات ... في أزمنة الضّياع...
من حولنا يتحرّك كل شيء ...
تحت أقدامنا تهتزّ الأرض ...
نابضة بالحياة ...
اغصان الأشجار...
منابع الشلالات... و مياه الانهار
تتلاطم أمواج المحيط ...
كأن الكون بأسره يصرخ فينا ...
علّنا ذات يوم ... نفيق من هذا السبات...
و كأننا لا نملّ ...
نكرّر سماع إسطوانة مجد الجدود ...
و نبكي على الأطلال ...
كما اعتدنا منذ قرون ...
و نحيا فقط على هامش الذكريات ...
نجترّ عجزا تجذّر فينا ...
و نرفع ايدينا إلى السّماء تضرّعا...
فلا استجيبت لنا دعوة ...
و لا جُبِرت لنا عثرات...
و لا انتصبت لنا هامة ...
و لا رفعت لنا راية ...
و لا نفعت معنا صلوات ...
و لا لبّت لنا السّماء نداءً ...
و لا تحققت لنا أمنيات ...
حياتنا شعوذة، أساطير تُروى
و خرافات...
تمائم... و اضرحة و أئمة يشبعوننا خطبا
حول الصبّر ... و ان القناعة و الرضا
مفاتيح الجنات ...
نعايش جبنا يقتات منّا ...
و لا نأبه لبشاعتنا حين تعكسها المرآة ...
قواميسنا صارت مقرفة...
و لغتنا مجرى نفايات ...
غناءنا اصبح حشرجة... ما عدنا نملك أصوات...
افكارنا مواليد مشوّهة... قطعان تحكمها النزوات ...
قوافل ينهشها الجوع ... على أرض تغرقها الثروات...
و تغرقنا أسئلة حمقى : أ فعلا أحياء نحن ؟
أم اننا قوافل أموات ... أم فقط محض خيالات ...
ام اننا مجرد آثار مطمورة...
تحتاج إلى حفريات ؟
خليفة دربالة / تونس
31 ماي 2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق