الثلاثاء، 31 مايو 2022

حفريات في أزمنة الضياع للشاعر خليفة دربالة

 حفريات ... في أزمنة الضّياع...


من حولنا يتحرّك كل شيء ...

تحت أقدامنا تهتزّ الأرض ...

نابضة بالحياة ...

اغصان الأشجار...

منابع الشلالات... و مياه الانهار 

تتلاطم أمواج المحيط ...

كأن الكون بأسره يصرخ فينا ...

علّنا ذات يوم ... نفيق من هذا السبات...

و كأننا لا نملّ ...

نكرّر سماع إسطوانة مجد الجدود ...

و نبكي على الأطلال ...

كما اعتدنا منذ قرون ...

و نحيا فقط على هامش الذكريات ...

نجترّ عجزا تجذّر فينا ...

و نرفع ايدينا إلى السّماء تضرّعا...

فلا استجيبت لنا دعوة ...

و لا جُبِرت لنا عثرات...

و لا انتصبت لنا هامة ...

و لا رفعت لنا راية ...

و لا نفعت معنا صلوات ...

و لا لبّت لنا السّماء نداءً ...

و لا تحققت لنا أمنيات ...

حياتنا شعوذة،  أساطير تُروى 

و خرافات...

تمائم... و اضرحة و أئمة يشبعوننا خطبا 

حول الصبّر ... و ان القناعة و الرضا 

مفاتيح الجنات ...

نعايش جبنا يقتات منّا ...

و لا نأبه لبشاعتنا حين تعكسها المرآة ...

قواميسنا صارت مقرفة...

و لغتنا مجرى نفايات ...

غناءنا اصبح حشرجة... ما عدنا نملك أصوات...

افكارنا مواليد مشوّهة... قطعان تحكمها النزوات ...

قوافل ينهشها الجوع ... على أرض تغرقها الثروات...

و تغرقنا أسئلة حمقى : أ فعلا أحياء نحن ؟ 

أم اننا قوافل أموات ... أم فقط محض خيالات ...

ام اننا مجرد آثار مطمورة...

تحتاج إلى حفريات ؟ 


خليفة دربالة / تونس 

31  ماي 2022

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق