الأربعاء، 1 يونيو 2022

المقدمة للشاعر سمير كهيه أوغلو

 المقدمة:


أريد أن أقطف ثمرة حزني وأجمع خريف أزهار قرنفل عمري بمفردي،أعرف ليس هناك من يتقن لغتي أحسن مني،فكرت أن أقدم هدية متواضعة وأن أصنع من اللؤلؤ قلادة بأنوثة الشعـر وأضيف بودرة التراب المعطر على مذاق رومانسية الأدب، بعد اللأقامة ثلاثون عاما في قاع الهذيان مكبلا أصابعي بالكلاليب..!أتيت بمحض إرادتي لكي أدفع ضريبة نهايتي وعظمة بؤسي وكبرياء ظلمي وأنشودة يأسي. أن أرسم تضاريس طفولتي واستراتيجية شعري. قبل أن تهب الريح وتمزق خواطر الأيام، وتمسح آثار الأدمعة من تقــويم عمري حيث إنني أحببت الكتابة  قبل لجوء مشاعري لمستوطنة الأدب والحب قبل أن أفهم الحروف الأبجدية وأتقن لغة الموهبة والحوار وبحورالفراهيدي بدون ترخيص، أقـدم نفسي لعمالقة الثقافة..قبل أن يصنعوا لي تمثالا بأقنعة مزيفة أشبه بالوطواط، أريد أن أصنع لنفسي بانتاجي وإبداع الألهام من سيناريو عمري وعبقريتي ومن رصيد الغربة أفتح ستارة المسرح بقلبي وتقديم جائزة أوسكار لأشعاري..قبل أن يخدعوني ببطاقات تقليدية ونقد لاقيمة له أقل شأنا من التثمين وبلا منطق بعد رحيلي.. أتمنى الإنتماء للأدب وأعقد مع الزمن والقلم لتحريرخواطري من السلاسل بأفكاري العشوائية ..   قبل أن يطويني فراش الموت ويمتلكني وسادة الأحلام الفردوسية..وأختتم كتابتي قبل ميلاد الثلج..وقبل أن تغلق مطبعة قلبي بالشمع الأحمرالمظلم وإفلاسها من الأوراق والكلام ..وقبل أن تعتقل الكلاسيك وإكتشاف حروف شعرية جديدة تسمى بمعاصر.. حبذا أكون أول من تذوق أنوثة الشعر الرومانسي..قبل مرحلة الشيخوخة وألقي قصيدتي على مسرح غربتي تحت  ظلال شمعة عمودية..أريد عبور الجسر الكلاسيكي بأفكاري بقلمي وبثوبي الحقيقي وأتجاوز الطريق قبل إنطفاء الضوء الأخضر في برج قلمي وقبل وقوع زلزال وإنفجار الضوء الأحمر في{كمثرا}قلبي لا أريد أن أضع علامة إستفهام في نهاية محور كتابتي هذا.. بل أريد أن أقول آخر الكلام لن أقلد ضحكة شاعـر أو كاتب آخر..قد يحصل الانسان على وثيقة شعر او ماشابه ذلك ربما يستطيع أن يفسر ظاهرية الخيال ولكن من البديهي أن يعبرعن شخصي هيكل الإنسان. ليحمى مآساة الماضي ولكن لايدرك الماضي بماساتها يطعن جوهر الشعر ويمزق الكلمات إربا إربا.. ويجرح الأوراق من الوريد الى الوريد ويسمم الأسطر لكي يصنع شعراَ، والشعر روح القلب كما القلب مصدر الروح للشعر.كلاهما يصنعان المعجزة الأدبية في الشعـر وليس المعجزة الكونية.. الشعر هو العقل المفسر هى النار الأزلية وحالة روحانية إرادية ولا إرادية كالثلوج في جبال هملايا العريقة .. تسكن في الغربة وفي الكؤوس وفي السطور النابعة من القلـب لابد من تفسيرها من أين أبدا وماذا أكتب..لاأعرف حديث ياتي وحديث يذهب عن مخيلتي فجاة آرى أن الشعر بقربي ويختفي بسرعة  فائقة قبل أن أصافحه وأتعرف عليه معرفة دبلوماسية لا أكثر كنت أعرف شيئا عن الشعر..كثيرون لم يفسروا الشعر وبدون معوقات أدبية وفكرية..أي إننا يجب أن نناقش الشعر بصدق وبكل تفاصيله قبل أن تكمل مواسم الشعر دورتها الرباعية إذن الشعر هو الشعر..ولكن أين هو من أين ياتي ولماذا..لانراه بل نحس به فقط كما نحس بضلوعنا المفككة وأيادينا المرتعشة وحواسنا الصامتة..هل الشعر جمال أم خيال أم المجهول لماذا جمال لأن الشعر جميل بكل معانيه أما الخيال لأن الشعر بكل انوثته حامل قبل الولادة وسيظل حاملا حتى تنجب أشعارا تلو أشعار آما المجهول مصدر الشعر  يبقى مجهولا لحين إكمال القصيدة..  


سمير كهيه  اوغلو

العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق