ما يؤسفني
بقلم الشاعرة فاديا الصالح
كم كان يؤسفني أن تمضي تلك الأوقات الطويلة دونك ..
تلك الأمسيات الشتوية بكانونها الحاد اللاذع.. أن تخلو من شموعك .. من حضورك .. من رائحتك ..
كم كان يؤسفني أن أبلع الزفرات و أن تتوالى التنهدات و صورتك معلقة على الجدار الأصم .. ترنو لي .. و لا تحرك ساكنا ..لا تكترث بحنيني العميق ..
كم كان يؤسفني أن يخضل نيسان و تتفتح ريحانه داخلي و أنت المدبر عن مرابع الربيع .. ولا نكون معا ..
ولا تجمعنا فيافي الأقحوان سوية .. ولا نشتم رائحة الجلنار معا ..و لا نتراكض خلف فراشاته الملونة و أصواتنا تملأ الربا .. و ضحكاتنا تزدهي مع العصافير البكر ..
كم كان يؤسفني النظر إلى السماء ليلا ..و لا نتتبع النجمات معا .. ولا نطارد الشهب سوية ..
ولا تداعبنا أنسام الصبا في آن معا ..
كم كان يؤسفني أن أفتح دفتر أشعاري و أقرأ جهرا و صوتي يملأ الرحب و لا يملأ مسامعك ..و أنسج جل خواطري فيك وأن لا تكون حاضرا ..
ما يؤسفني أنك داخلي و أنك البعيد عما يجري ..
كم كان يؤسفني ؟.
✍فاديا الصالح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق