الأربعاء، 29 يونيو 2022

وفي غسق الليالي للشاعرة شيماء عبد المقصود

 وفى غسقِ اليالى النَّابعةُ من مُحاق تكوينهُ لن أيأس من إنتظارهِ

ولاأهابُ دُّجَي سماءُه...فَلجمالِ طَلَّتهِ سِرٌّ مُقْتَّرِنٌ ب حياتي..فذاك ما يجْبُرُّني على تحَمُّلِ أربابِ..أطوارُه..لحينَ أنْ يولَدُّ من جديد  ..

وكأننا حميمَانِ ..جمعَتنا نبتةٌصغيرة..حتي أينعَتْ فصارت صداقةٌ بيْنَنَّا منذُّ نعومةِأظفارى..

أو كأنهُ روحٌ ساريةً في روحي ..فقدكنتُ أًنقِبُ عنهُ في سماءِ طفولتي..كلَّ ليلةٍ..لا أُبالى سماءٌ شاحبة أوصافيةٌ..وكنتُ أسْترقُ النَّظر إليهِ خِلْسةً..من وراءِ أصدقائي أثناء اللَّعبِ..فأراني أتَسلَلُّ إلي مخدعه..لإيقاظُه لنَلْهو سويًّا علي أرضٍ لم يجرؤأحدًا أن يطأُ عليها سوانا...كان يَروقًنى حينَ أشرُع فى اللَّعبِ معهً يبدو كأنهُ وجهٌ ضَحوك..تَرْتَسمُ علي وجنَّتَيْه إبتسامةٌ عريضة ٌ صافية كما بهائه..

وتحتَ ظِلالِ الأشجارِ كنتُ أترَقَبَهُ..ويَتَرقَبُني فيتَعجل ظهورى ..

فيُرسِلُ إليَّ خُيوطُ ضيائه..تُناديني ..فَأُلَبى النِّداء..بطلَّةٍ فى وجهه 

هزَتْني يومًا دمعةٌ تتَرقرَقُ بعينيه..حينَّها أدرَكْتُ أنَّ ما بيننا ليس 

مُجردُنشوةُإعجابٍ..فلقد بلغ بنا الحدُّ إلى تَعطُشِ روحٍ .عند غياب

روحٌ تُرافقًها..زادها الحنينُ..


فى طفولتنا كًنَّا لا نقنُطُ ولا نَمِلُّ من المُجازفة مراتٍ ومرات

بمَحضِ إرادتنا وبراءةُ سجيتنا..كان يستهوينا جمالُ الفراشاتِ فنقطعُ ورائها الأمتار..كي نحظى بها..

 ونحنُ نعلمُ جيدًا ..أننا لا نقوقُ قُدرتها على التَّحليقِ وراءَأجنحتِها

الزَّاهية.. ويُشدُّنا  صوتُ زقزقة العصافير على الأغصان عاليًا..فنُصِرُّ إصطيادُها بالحجارةِ...

نكتشفُ بعدها أنها هَجرَت عِشُّها..فلانَملُّ ..بتجديدِ المُّحاولاتِ...

وما أجملُ الأزهار على أغصانها..تُعانقُها حرسُ الأشواكِ..فتُفاجئُنا

بسيوفها..لحظةُ الإنقضاضِ..لا نرتَدُّعن موقفُنا..لنجْهَرُ بالإقتطافِ..


وتَمُرُّ سُنون العُمْر..يَتَرسب بداخلنا شعورٌ غامضٌ لا يبُرَحُ مكانه

كأنَّ ..تلكَ الطفولة كانت بئرٌ فاضَ ب الإصرارِ والتَّحمُل..

فمَرَتْ عليهِ قافلةُ العمْرِ..سَقَتْ جميع  ظمأنه...

وبعد رحيلهِمْ نضَب البئرُ..وترسبتْ شوائبُهُ..تحْملُ سؤالًا واحدًا..

إلي أين ذهبَ ذاكَ الإصرارُ؟ إلى أين ذهَبَ ذاكَ الإصرار ؟!!


يقول محموددرويش: ليتني حَجَرٌ_قُلْتُ_يا ليتني

حَجَرٌماليصقُلني الماء..أخضرٌّ،أصفرٌّ....أُوضعُ في حُجْرَةٍ

مثلَ منْحوتةٍأوتمارينَ فى النحت...

أومادَّةَ لانبثاق الضروريِّ..من عبث اللاضروريّ

يا ليتني حَجَرٌّ...كي أحِنَّ إلي أيِّ شيء  !!


#من_وحي_يوميات

#أثر_الفراشة

#ليتني_حجر

#محمود_درويش

#شيماء_عبد_المقصود

أ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق