الاثنين، 4 يوليو 2022

حب واراه الثرى للشاعر حسام الدين صبري

 حُبٌّ واراهُ الثَرَى

--------------------------------------------

بِلا دمُوعٍ   وَدعْتُهُ

كَأنَ  الدَمعُ تَحَجَرَا

وكَانت يَدِايا مَثلُوجَةً 

كَأنَّ الَلهِيبَ تَبخَّرَا

وأبَحتُ قَتلَ الهَوىَ

     فِي مُجَتِي

وتَركتَهُ يُوَارِيهِ الثَرَى

     ورَمَيتَ

كُلَّ مَا حَفَظتَهُ لَهُ 

وبَرِئتُ منَ الَليلِ 

ومِنَ الشِعرَ وأبحُرِهِ

أينَ هُوَ عَهدُنَا وأينَ

    زَمَانُ الهَوىَ ؟!

        وأينَ

 مَاكَانَ بَينَنا يَاتُرى؟!

تَسألُونَنِي عَنِ الذي مَاتَ 

         أمَارَأيتُم 

فِي وَضَحِ النَهارِ خِنْجَرَه؟

  يَاأسفي  عَلَى حَبيبٍ

بَايعتُهُ ووَلَيتُهُ ووَهَبتُهُ 

    مَايُرى ومَالاَ يُرى

أنْزَلتَهُ فِي الرُوحِ قِدِيسًا

 وفِي قَلبي كَانَ نَبِيَّاً مُرسَلا   

وبَنَيتُ لَهُ فِي أضلُعِي مَعبَدًا

        وشَيدتَ لَهُ

  فِى جَوَارحِي أديرَه

ونِمتُ  فِي كَنفِ قِدِيسٍ

تَائِبًا عَنْ كُلَّ خَطَايَا الوَرىَ

واستَفقتُ وسِهَامُ الغَدرِ 

   تَرقُصُ عَلى جَسدي 

     كَشَظَايَةٍ تَحفُره

         سَألتُ اللهَ

  عُمرًا طَوِيلًا  لِأُحِبَّهُ

 فَأرَادَ الله أنْ أحيَّا وأخسَره

   بِلا آوجَاعٍ  ودَعتُه 

   كَأنَّ  القَلبَ  تَخَدَرا

   أقسَمتُ أنَّ آلجُرحَ

  بِيَدي الآنَ سَأُقهِرَه

  لَنْ أنحَنِى مَادُمتُ حَيّا

  فَأنَا أعشقُ فِي عِزَةٍ 

   وأُودِعُ  في تَكَبُرا

        سَأبقَى أنَا

   كَالْجَبلِ شَامِخًا أرَأيتُم

  مِن قَبلُ جَبلاً تَبَعثَرَا

ولَنْ أبكِيَ الهَوى فِي لَيلَةٍ

  ولَن تَنزِفَ جَوَارِحي

      نَدمًا وتَحصُرا

مَاضَرَنِي إذ خَانَ عَهدي

   فَعَهدي كَانَ مَأمَنَهَ

سَهمُ الغَدرِ رَمَاهُ أحيَاني 

        ولَم يعرفُ

 أنَهُ رَمَاهُ  رَمَاهُ لِيقتُلَه

زَرَعَ الأكَاذِيبُ فِي حَيَاتي 

 فَكيفَ الكَاذب  يُذْكَرَا؟

 لَو رَأيتمُوهُ يَومًا أبلِغُوهُ 

         أنَهُ أصبحَ

 لايُمَثِلُ شيئًا في حَياتي

     أبُوحُ بِهِ أو أُنكِرَه

أصبحَ كَرَمَادٍ حَمَلَتَهُ الرِيحُ

     إلى المَجهولِ لِتَنثُرَه

حَاشَاني أُفَتِشُ فِي المَجهُولِ 

 والطَريقُ أمَامي أعلَمَه

   وحَاشَاللهِ حَاشَاللهِ

  أنْ أقُولَ أنَهُ لاَزَالَ حَيَّا

          وهُوَ بِعَينِي

    قَدْ أمَاتَهُ اللهُ وأقبَرَهُ

------------------------------

حسام الدين صبرى/

       / أخر ماتبقى من الشعر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق