إذا متُّ
بقلم الشاعر سعدي الشنون
إذا متُّ فأدفنّي الى أصلِ نخلةٍ
عسى أن تُرَوّى من دمائي أصولها
تمنّى لروحي أن تنالَ قداسةٌ
تنيرُ دمائي حيثُ سالت محلّها
فيعْشوشبُ الجلمود رهوا بساحها
ويُنبي بماتحوي العذوقُ بفضلها
وتلك فيوضا لامجالَ لحَصْرها
من الخيرِ والعِرفانِ تجري لأهلها
لقد قال هزّي وهْو أدرى بحالها
فمريم لا تقوى مُضِيّا برجْلِها
فَرَبٌ كريمٌ قد تكَفّل عيشها
وطوبى لها قام الإله بكَفْلهِا
وربّكَ إذ يجزي العطايا بضعفها
دروساً لنا كيما نقرُّ بفظلِها
من الرحمةِ المِعْطاء قد كان طُعمَها
من النخلةٍ الحطباء ناءت بحِملِها
فيا ليتها منّي تكون حياتَها
فيبْدو جليّا من خِلالِ خُلالِها
يُحَدّثُ عن فضلي بريقُ سعيفةٍ
بدا ساطعا كالشمسِ زهْوُ جمالِها
وبيني وبين الله صدق مشاعري
ونفسي بدون الصدقِ تحيا بذلِّها
وهل جنّة الرحمن إلا كمنيةٍ
تحصَّلَها من قد سعى لدخولها
هي الروضة الغنّاء في شجراتها
صنوفاً لذاكَ الزرع حُفّت بنَخْلِها
ْفما النخل الّا بورِكتْ ارضُ ما نما
بأركانِها نخلٌ كذاك وحولها
ًفدع روحيَ الجذلى تنامُ قريرة
فولله ما كلَّتْ وشحّتْ بسؤلِها
فهل تدفنوني تحت ظلِّ نُخَيلَةٍ
تباهى بها روحي تطيرُ كنحْلِها
فيُروى لها نُسْغا فيَصْعَدُها دمي
تبارَكَ ذيّاك الرُفاتِ بوصْلِها
سعدي الشنون..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق