الأحد، 28 أغسطس 2022

الفضاء الأزرق للشاعر محمد أبو رزق

 الفضاء الأزرق

محمد أبورزق 


قل للمليحة في الفضاء الأزرق

ماذا فعلت بقلب الواله المعلّق

قد كاد يجنّ فرحا ويفقد صوابه

لمّا أكثرت له من الكلام المنمق

ردي عليه عقله وخفّفي عذابه

لا تكذبي عليه وحاوريه بالمنطق

لم يكن يدري يوم أن  فتح حسابه

أن سيعيش في الجحيم المحرق

حتى ظهرت أمامه تطرقين بابه

فجرفه الموج إلى قاع بحر مغرق

فعام بعد أن ترك في البر ثيابه

عيناه جاحظتان والجسم كالملتصق

أرهقه الإدمان وفقد المسكين أعصابه

ترك السرير ونام متكئا على المرفق

هجر الأهل وعادى لأجلك أصحابه

تمسك بالسراب وحلو الكلام المزوق

هذه رباب وتلك سهى حازت إعجابه

ومريم وهند وزينب وعاشقة الشفق

أسماء وهمية سلبته وأسالت لعابه

لا يدري أهي من المغرب أم المشرق

ومضى يطارد دخانا ملأ سحابه

فعاد بخفي حنين وقلب محترق

وغدا مريضا يصارع إدمانا أصابه

حار فيه الطبيب ورثى له كل مشفق

فيا أيها المرتاد للفيس تزور أعتابه

 ذكرا كنت أو أنثى لاتكن كالأحمق

الذئب مرتعه هنا وقد كشر أنيابه

فلا تكن غافلا فيمزقك شر ممزق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق