طلسم الحياة
بقلم الشاعر محمد بوعزة
ما عادت أظافري تحُكُّ جِلدي
بعد أن قلّمَتْها عَظَّات الأَقْدارِ
غادر الأُنْسُ بيوتا لمَّتْ أهلي
والديار تفرقَتْ داراً تِلْوَ دارِ
تبدلت الأسنان بعد بياضٍ
بين سوادِ تسوُّسٍ واصْفِرارِ
والقلب هانتْ بعد غِلْظَةٍ دقَّتُهُ
لمّا هوى بين موسى ومِشْفارِ
اما عصاي فما باتت لي مُتَّكأً
فقد شَكتْ من رَخْوٍ وانكسارِ
خانت ركبتاي حمْلَ جسدي
وما عادت تفيد وهَني أعداري
إن تعِبْتُ امتطيتُ ظهر بغلي
أو مشيتُ، أخدتُ بدَيْلِ حماري
أجُرُّ الخطوات وكانت سريعةً
وأتعثّرُ إن خانت يميني يساري
هذي سَحْنتي تغيرتْ ملامحُها
وركب البياضُ سوادَ أشفاري
فتضبّبتْ رؤياي بعد تجَلِّيَةٍ
وقد كان البعيد كَمَنْ بجواري
تشكو الدموعُ بكْياً حُرقةَ مُقَلٍ
إن البكاء دمْعهُ مُتْلِفٌ للأََبصارِ
حتى إذا ما تقلَّصَ منها بُؤْبُئي
عوَّضْتُ ضُعْفَ نظري بِمِنظارِ
تتاقلَتْ أذُني وكانت لاقطةً
لكل همْسٍ أو جهْرٍ لسرْدِ أخبارِ
فباتت كَفِّي تُميل صِوانَ أذُني
علَّها تجذِب الأصوات كالرَّادارِ
فحينا أسْتَبِينُ الكلامَ بمَيْسرَةٍ
وأحيانا إلا بعد ترديد وتِكْرارِ
لأعالج عيب ضعفي بمُرِّ قهقهة
إن العيوب لَمِنْ تَقَدُّمِ الأَ عْمارِ
ليس للدنيا حال تدوم بها
إنما ترصُّدُُ مع سابِق الإِصرارِ
فيبدو وكأنك ستحيى أبدا
وبينك والموتُ بضعةُ أمتارِ
إنما الحياة حياة نعيم وخلد
بمأوى فردوْسِ جناتٍ وأنهارِ .
محمد بوعزة (خبير الأدب)
تاوريرت : 23/8/2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق