الثلاثاء، 2 أغسطس 2022

هو الحنين للشاعر كامل بشتاوي

 ........ هوالحنين.....

بقلم الشاعر كامل بشتاوي

هو الحنينُ يشُدُني إليكِ

كشتلةِ حبقٍ ترتشفُ الندى

فلا تستعجلي الرحيل..

يحاصرُني صهيلُ خيلُكِ

وأزيزُ نارُكِ الملتهبةِ

بين الضلوعِ وصدى النايات...

ظمأتْ حروفُ كلماتي

وجفَ نهرُ الامنيات

فلا تستعجلي الغياب...

يحاصرُني طيفُك وذئابُ أفكاري

وهسيسُ الليلِ والذكريات...

يخضلُ حرفي بوجودَكِ

يرتشفُ ما شاءَ من غيثِكِ

ومن رذاذِ الكلمات...

تحاورُني فراشاتُ الحقلِ

فأصابُ بالذهولِ

وينزاحُ ظلي عن جسدي

فيترنحُ بعضي قليلاً....

تتساقطُ حباتٍ من الرطبِ

فيلتقطُها غرابٌ ويطيرُ

تتركُني أيائلُ الواحةِ وحيداً

تحتَ ظلِ غيمةٍ

ضلت طريقَها إلى المحيط.....

فكيف نلتقي

وثعالبُ الصحراءِ تلاحِقُنا

وابنُ عرسٍ يراقبُنا.....

انتظرُكِ بفرحٍ

مثلما تنتظرُ البلابلُ

موسمَ قِطافِ الكرزِ......

ومثلما تنتظرُ الشواطئُ

عودةَ نوارسِها

بعد أن طال  الغياب......

تظللني أهدابُ الزهورِ

فأغفو بين أهدابَكِ

مثل طفلٍ أتعبهُ اللعبَ

فتوسد ذراعه ونام......

فهل أعودُ وتراً على ربابةٍ

تشدو لقوافلِ البخورِ

القادمةِ من بلادِ السندِ

ترافقُها قواريرُ المسكِ والعنبر...

أألوذُ بصمتي الأزلي

وأُسكتُ نبضَ الربيعِ في أعَماقي

أأغادرُ شواطئَ الحلمِ

لأسكنَ في صحراءِ اليباسْ

لماذا تنفضين غبارَ الطلع ِ

فوقَ موائدِ الغرباءِ

وتعاتبينني وتكبلين يداي

لماذا تزرعين الشوكَ

في خطاي

ومنازلُ الرمانِ من سيحرِسَها

إن لم  تراقبُها رؤاي

سأنتظركِ حتى يفيضَ النهرُ

ويملأُ الوادي سلاماً

وهياماً وزهوراً وعبير

فأنا الأسيرُ في مضماركِ أعدو

دونَ أن ادري إلى أينَ المصير

ولا إلى أي حزنٍ انتمي

فقد ولا الشبابُ وانتحبَ الأمل

وغارَ نبعُ الأماني

وكفَ الثغرُ عن جني العسل

فلا صهيلَك يحيني

ولا حرارةُ الشفاهِ والقبل

كامل بشتاوي 2/8/2022

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق