مراسم النقصان
بقلم الشاعر عيسى نجيب حداد
في قاطرة وداع ما
غزال يجر عربة بصولجان
نعش المها المملوء رصاص غدر
جسد اعتراه موسم التشريح للذاتهم
يقف على ذاكرة التاريخ ذكر واسم مرعب
يجول في ذبذبات الخوف حكاية لسمراء عروبة
تتنفس غبار من ذي قار وتشهق انتفاضتها على الجثث
تقول لصدى الصوت لا تعودني الا بجثامينهم متعفنة سوداء
لا تنفض رنين الجياح من على همس البنادق ولا تسعف المارة
ايها القائل الجفول لوصف الاحداث اتعلم كيف قطعت اصابعي
انا مرمى سهام غادرة لغزو فكر طموح فقد ارعبتهم جرثومتي
احاطوني بقضبان من ذهب عنوان نصرهم وسجلوا علي العار
على ضفائري لعبوا مع ديكهم الرومي سكرة الخمرة واشتهوها
بعد ان علموا اني قادمة من شمس الشروق لاقوام السلف علم
كسروا قلم صدري مملوء حبره من عطر الرافدين تعجلوا القهر
اوقدوا السيجار من فحمات عيوني رموش ذابت لشدة اللهيب
اتى القناص خصيصا ليرمقني في سلاسل الاسر ليضحك مره
يكتبني للتاريخ على فسيفساء النقصان رمز لجداريات المرور
قفز امسي غريبا الى اعماق سجون صمت ليعلمهم اني حكاية
ترعب مختبرات الزمان يوم يثور البوح بعالم لارتداد الحقائق
اما وصيتي يا هند ويا ليلى بان تكون اظافري قلائد اعناقكن
وسيف عظمي مرهون لفزعات الغد بساحات الوغى لبني امي
وعد قادم منقوش على جناح ثور سومري سيقتص من الغزاة
وحبر شراييني سيستقي دحنون وطني ويثور ياسمين النصر
سام هو هالوك زرعي علقم هو شهد الذبيح على اسوار تحرير
سهم قاتل غضبي سينحر عصافير مرابهيم ليكسر بيض العش
على سجاجيد رحمة لن اقرع عليهم جرس سيكونوا للنواهش
كتبت عنوان وصية عنهم بنبوغي المفزع الذي حرك اساطيلهم
سيبحثون في صحارينا كلها ولن يجدوا مقاتلي التي ستذيبهم
الا عندما اتركهم عظام على جذع الاسف والاعتذار لما يفعلون
فيلسوف الادب المعاصر عيسى نجيب حداد
موسوعة رحلة العمر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق