قالت ألا تنتهي
الشيب غزا ناظريك يا سيدي
و التجاعيد زادتك انطواء
إن راقني منك شيء
فقد ساءتني منك اشياء
دع الحب للشباب و اترك يدي
و دعني أرى فيك وقار وحياء
دع عنك ما كان في زمن الصبا
داهمك الخريف و أصابك انطواء
قلت إن شابت الذوائب مني
فالحب أحمله ربيعا في كبدي
متى كان للحب يا سيدتي عمر
فكم من غرام سقطت فيه شمطاء
الحب فصل لا حدود لموعده
و ليس بسنين العمر يقاس انتماء
من شب على حب شيء شاب عليه
هكذا تشاء الأقدار و الأهواء
لا تحلو الثمار إلا حين نضجها
ترينها تستطيب إذا طال بها البقاء
لو كان في الشيب موت و نهاية
ما اعتلى على عرش الليالي
قمر و لا تبددت في لياليه الظلماء
لولا بياض العيون ما لاح سوادها
بين الرموش تخفي دواء و شفاء
دعيني أمتع الطرف و أرتوي
ففي الحب دوما تتساوى الأعمار
فكم تساوى خيط الليل و استوت
بين طياته المسافات خريف و شتاء
الحب إذا داهم القلوب لا ينجو
من عذاب مرارته آدم و لا حواء
ينقاد إليها مكرها و هو أعمى
و تنقاد إليه طائعة و هي عمياء
لم يكن العشق محصورا على الصبا
شباب و كهول هم في بحره سواء
يا حبيبتي هذا قدري و انت المراد
و قد لامني في هواك أصدقاء و أعداء
ليس بأيدينا نختار مراكب الهوى
هي عاصفة القلب تفعل بنا ما تشاء
ادريس العمراني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق