يـــا دمعــــة العيــــن
سجالاً لقصيدة الشاعر العراقي ومطلعها :
(لا تشـكُ للنـاس جرحـاً أنت صاحبه لا يُؤلِمُ الجـرح إلا مَـنْ بِـه ألَـمُ )
شـعـر : سـعـيـد تــايــــه ( البحر البسيط ) عمان في 30 / 8 /2022
يـا دَمعـة العَـيـنِ أنْـتِ السُّحْـبُ والـدِّيَـمُ هَطَـلْـتِ مِـنْ ألَــمٍ مَـا بَعْــدَهُ ألَــمُ
نَـزَلْــتِ سَحَّـــاً عَـلَــى فِقْدانِنَـــا وَطَنَــــاً كَـانَ المَلاذُ لَنـا نَحيَــا وَنَبْتَسِـــمُ
جَـارَتْ عَلَيْنَـا قُــوَى الطُّغْيَـان بَـاغِـيَــةً مَا عِـنْدَهَمْ خُلُقٌ مَـا عِنْدَهَـمْ قِيَــمُ
هذي فِلَسْطـين أرْضُ الرُّسْلِ قـدْ سُرَقَتْ عَـداعَـلَيْهَـا بَنُوصُهْيُونُ والعَجَـمُ
حَـتَّى الأعَارِبُ قــد خـانــوا أواصِـرَنــا مَا انْتَابَهُـمْ خَجَـل كلاَّ وَمَا نَدِمُـوا
قَلْبِي تَمَـزَّقَ حـيـنَ القَــوْمُ قــدْ غَــدَرُوا وَأذْعَـنُوا لِلْعِـدى زَلَـتْ بِهِـمْ قَــدَمُ
لا شَـيْءَ قـدْ فَعَلُـوا للـذَّوْدِ عــنْ وَطَنِي بَلْ سَلَّمُوهُ إلَى الأعدا وَمَا كَتَمُـوا
بَـاتُـوا يَشُنُّــونَ نَـــارَ الحَــرْبِ بِيْنَهُــمُ لَمْ يَخْجَلُوا أبَدَاً باللَّهِ لَـمْ يَعْتَصِمُوا
قَـتْـلى وَأسْرَى وَجَـرْحى فـي مَرَابِعِنَــا كـأَنَّ قُمْصَانَهُــمْ فــي لَونِهَــا أدَمُ 1
كــلُّ المَنَايَـــا عَـلَـى هـاماتِنَــا نَـزَلَــتْ جَـرَّاءَ غَـدْرِهُـمُ ما عِـنْدَهُـمْ ذِمـمُ
يَــا مَـارِقِـيـــن أمــا زِلْتُــــمْ بِبَغْيِـكُـــمُ فَجُـرحُكًمْ غـائِــرٌ مـا عَـادَ يَلْتَئتمُ
بِنَـا لَـقَــدْ شَـمِـتَ الأعــداءُ يَــا هَـمَـلٌ وَعَارُكُمْ قـدْ طَغَـى ما عادَ يُكْتَتـَمُ
أوْرَثْتُمُونَــا هَمُـومَـا مَــا لَهَـــا عَـــدَدٌ في جِسْمِنا زادَتِ الآلامُ والسَّقَـمُ
أنْـتُــم غُثَــاءٌ وَهـــذا ليْــسَ يُنْكِــــرُهُ تاريخُكٌمْ يَا عَبيدَاً ما عِنْدَكُم شَمَمُ
مَـا مِــنْ مآثِـــرَ فـي أفعَـالِكٌـــمْ اَبَــــدَاً عَـلَى النَّقيضِ فأنْتُـمْ جيفـةٌ غَـنَـمُ 2
إذا رَأَيْـتُـم صُــورةَ النِّسْنَـاسِ بَـــارِزَةً يَخِــرُّ كُلُّكُــمُ لِلـذّقْـــنِ يــا رِمَـــمُ 3
مَا سَاءَ نَفْسِي بِذِي الدُّنْيَا سِوَى هُبُــلٍ لا خيْـرَ عِـنْدَهُـمُ يُـرْجَى وَيُحْتَرَمُ
سَـاءَتْ خـلائِقُهُــم إذْ لا خَــلاقَ لَـهَــمْ إلاَّ الوَقَاحَةُ بئْسَ القَـوْمُ ما فَعَلُـوا
نّشْكـو الـزَّمَانَ فَقَــد أدْمَـى جَـوارِحَنَـا بِــهِ لَقَـدْ لَصِقَ الطُّغْيَـانُ والتُّهَـمُ
فَمَــنْ لَنـــا مُنْقِــــذٌ إلاَّ الإلَــــهُ وَمَـــا سِـــوَاهُ مُنْـــجِ يُنَجِّينَــا وَيَنْتِقِـــمُ
لَسَوْفَ تَبْقَى فِلَسطـينُ الأُولى غُصَصَاً في حَلْقِ غـاصِبِهـا تُدْمي وَتَلْتَهِمُ
مـا خــابَ ظَنِّـي بَشْعْبِـي إنّـــهُ بَطَـــلٌ شَعْـبٌ أبِـيٌّ وَفـي أعطـافِـهِ هِمَمُ
قــوْمٌ بِــهِ المَجْــدُ معْـروفٌ وَمُدَّكَـــرٌ مـا دامَ فـيهِـمْ لِسَانٌ ناطِـقٌ وَفَـمُ
العــزُّ يَـأْبِــى لَنَــا نحيَـا عَـلَى مَضَـضٍ وَلا مَــذَلَّـــة يَرْضَاهَــا لَنـا القَلَـمُ
فالمَـوْتُ أفْضَـلُ مِـنْ عَيْشٍ بِـــه ألَــمٌ أمَّا الحَيَـاةُ بِـلا عِــزٍّ لَنَــا عَـــدَمُ
شـعـر : سـعـيـــد تــايــــــه
عمان _ الأردن
30/8/2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق