كنتُ هناك...
بقلم الشاعرة لطيفة ناجي
كنت هناك مع إطلالة الصباح
أسترق السمع إلى همس المطر
يداعب غصينات الشجر
فتقشعر من النشوة وتتقاطر
حباتُ لؤلؤ فوق الثرى تتناثر.
كنت هناك تصاحبني وحدتي
منذ رحيلك،هي لازمتني
ولازمني صمتي وحنيني
هاهو بصيص نور يتسلل
يخترق ما تبقى من ظلام
دون أن يتعثر
وهاهو البهاء يسود الأجواء
بعد انقشاع كوُمات الضباب
لتكشف السماء عن حلتها الزرقاء
هاهي تجر أطراف ثوبها في خيلاء
روعة الإحساس بالنسيم الهادئ
بعد انسحاب المطر،
ورائحةُ التراب المعطر
تداعب أنفي فأغمض عينيَّ لبرهة
أستلذّ نكهات أعادتني إلى زمن الصغر،
وأنا أضحك فرحة بسقوط المطر
على وجهي، على جسمي النحيل
فيقشعرّ بدني، وتهتزّ خوالجي .
أين أنتِ منّي يا طفولتي؟
لمَ كلّ شيء تغيّر والقلب تكدّر؟
الأماكن صامدة لم تتغير
لازالت تتباهى بسكونها
وأشجار الليمون تعانق ظلالها
وتزهو بأريج الزهر
والطيور آمنة ،تغرّد في أوكارها
مبتهجة بتوقف المطر.
وسعادتي، أنا،
سعادتي عادَتني،
تاهت مني،
حلقت وتركتني للضجر
ساهمة ، أعبرُ
ذلك الممرّ المحفوف بالشجر
والذي شهد قصة حلم جميل تبخّر.
لطيفة ناجي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق