السبت، 22 أكتوبر 2022

على ضفاف النهر للشاعر محمد فوزي عبد الحليم

 عَلَى ضِفَافِ النَّهْرِ

              بَقَلَمٍ

مُحَمَّدُ فَوْزِي عَبْدِ الْحَلِيمِ


جَلَسْتُ عَلَى ضِفَافِ النَّهْرِ اتَأَمَّلْ وَقْتَ الْغُرُوبِ

قُرْصُ الشَّمْسِ الْمَارِقُ خَلْفَ الْأَشْجَارِ وَالدُّرُوبِ


مُخْلَّفًا فِي ظَلَامِ اللَّيْلِ ذِكْرَى عَنْ حَبِيبٍ لَعُوبٍ

عَصَفْتُ بِأَفْكَارِي كَالرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ مِنَ الْجَنُوبِ


فَزَمْجَرَةُ مَشَاعِرِي كَزَئِيرِ لَيْثٍ بِالْعَرِينِ غَضُوبِ

وَتَذَكَّرَتْ عَذَابَاتُ السِّنِينَ وَأَقْدَارُ مَالِهَا هُرُوبُ


تَذَكَّرْتُ أَشُواقِي إِلَيْكَ وَصَبْرِي الَّذِي فَاقَ ايُّوبَ

تَذَكَّرْتُ قَلْبِي الَّذِي قُتِلَ فَوْقَ نَهْدِيكَ مَصْلُوبٌ


وَتَسَأَّلْتَ مَاذَا جُنَيْتَ كَيْ اعْاقِبَ بِتِلْكَ الذُّنُوبِ

هَلِ انْتَزَعْتَ هَوَاكَ غَصْبًا امْ كُنْتُ انَا الْمَغْصُوبَ


انَا لِمَ اطْلُبْ هَوَاكَ سِرًّا عَنْ خَلْقِ اللَّهِ مَحْجُوبٍ

بَلْ طَلَبَتِ الْهَوَى جَهْرًا وَالْجَهْرُ بِالْغَرَامِ مَرْغُوبٌ


فَهَلْ زَهِدَتِي فِي الطَّالِبِ امْ بُخْلَّتِي بِالْمَطْلُوبِ

عَلَى مَنْ خَاضَ بِدَرْبِكَ مَغْمَضَ الْعَيْنِ مَعْصُوبٌ


الْمِ اكْنِ الْوَرَعَ التَّقِيَّ وَبَذِلَتْ لِلَهْوَا جَهْدَ دَؤُوبٍ

وَكَانَ قَلْبِي فِي الْهَوَى قَائِدًا لَا تَهْزِمُهُ الْحُرُوبُ


قَلْبٌ قَدْ كَانَ يُعَادِلُ فِي غَرَامِكَ مَلَايِنَ الْقُلُوبِ

وَبِئْرُ الْغَرَامِ لَدَيَّ مَا لَهُ قَرَارٌ وَلَا يُعْرَفُ نُضُوبُ


فَبِاللَّهِ كَيْفَ اصْبِحَ امَامَ عَيْنَيْكَ مُحَارِبًا مَغْلُوبَ

وَلِمَاذَا اخْلُصْ لِلْهَوَى وَابْتَلَى بِكُلِّ اِفَاقٍ كَذُوبٍ


لَا يُعْرَفُ لِلْغَرَامِ قَدَاسَةً وَلَا طُهْرًا مِنْ الْعُيُوبِ

كَافِرًا بِشَرْعِ الْهَوَى مُلْحِدًا بِالْأَقْدَارِ وَالْمَكْتُوبِ


لَا يَرْجُو لِلْحَبِّ وَقَارٍ وَلَمْ يَحْنُو عَلَى مَكْرُوبٍ

لَمْ يَرْحَمْ عَزِيزٌ قَوْمٍ ذُلَّ قَلْبَهُ بِالْهَوَى مجذوب


محمد فوزي عبد الحليم

                                    22/10/2022

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق