* من العارفيِّ*
بقلم الشاعر سيد حميد عطا الله طاهر الجزائي
أنيبُ ولاتنيبُ إذا أنيبُ
وأعلمُ أنّما عمدًا تصيبُ
هي الآلام والأيامُ تغزو
فما يجدي المجيءُ ولا الذهوبُ
غرستُ الوردَ في الأنحاءِ حتى
تزاهرَ من تورِّدنا الكثيبُ
فيا خلّي تخلخلتِ النوايا
فأنت اليومَ في كَلِفي غريبُ
فتفسدُ عندما أجلي المواضي
وترميني برميات تصيبُ
لئن تعطِ ابتسامتَكَ اهتمامًا
لمن ثغرٍ ستنتعشُ القلوبُ
إلى من ذا هَببتَ فكنتَ عطرًا
تيمَّمَ من مُحيّاكَ الهبوبُ
إذا ألقى الشمالُ عليكَ طيبًا
تفشّى مثلما أفشى الجنوبُ
فلي قلبٌ تبعثرُهُ الليالي
ولي حزنٌ على كَتِفي رتيبُ
تَشفشَفَ في ضرامِ الهجرِ قلبٌ
وصلّى في حناياهُ اللهيبُ
إذا ما مسّني نأيٌّ فإنّي
بلا نارٍ كشمعاتٍ أذوبُ
فضربٌ في الفؤادِ من الثريّا
فذا وجهٌ ولي منها ضروبُ
نثرتُ الذكرياتِ بوسطِ بالي
فأكثرُها إذا عيدت تشيبُ
دبيبُ النملِ قد سارت جراحي
فتعصرُني ويعصرُني الدّبيبُ
سألتُ الذكرياتِ فأينَ تمضي
فذا واللهِ إبهامٌ عجيبُ
أجيبوني بتسآلي فهيّا
على ما قلتُ من دعوى أجيبوا
فهل ماتَ الصبا لتموتَ ذكرى
وتبقى حيثُ تشهدُها الحروبُ
هنا الأحبابُ في قلبي تجافوا
فلم يبق الخليلُ ولا الحبيبُ
فقد أوديتُمُ زمنَ التصابي
فما يُجدي إذا ما قلتُ توبوا
فسلَّوا السعدَ والتمسوا اعتذارًا
فإنَّ العذرَ من حيفٍ يخيبُ
فما ينجو من العثراتِ ناجٍ
وما ينجو بها إلا الأريبُ
صحبتُ الدمعَ كي يبقى أنيسًا
فلو أبكي على شيءٍ يثيبُ
فما بعدَ البكا إلا نشيجٌ
وما بعدَ الجوى إلا لغوبُ
وما نجني من اللعبِ المعالي
ولم يظفر على مجدٍ لعوبُ
لنا في العيشِ بصماتٌ فمنها
زئيرُ الأُسدِ أو منها الوثوبُ
لنا شرقُ الحياةِ وشرقُ شرقٍ
وما للمعتدي إلا غروبُ
فإن عابَ الذي في الخزي يحيا
فحقًا أن ترافقَهُ العيوبُ
له عقلٌ بلا وعيٍ وعلمٍ
فبئسَ العالمُ المدعو لبيبُ
له شكٌّ وحِسبانٌ وظنٌ
له في دينِه رأيٌّ مريبُ
دعوا الجهلاء ولنذكر حصيفًا
فإنَّ العارفيَّ بنا طبيبُ
يداوي العقلَ بالرجحانِ دومًا
فلو جُرحَ النهى فبه يطيبُ
فأهلًا بالعلومِ وخيرِ علمٍ
من الهادي النبيِّ إذا نصيبُ
لنا علمٌ وبالأخلاقِ نحيا
ولو نبغي المعارفَ يستجيبُ
فننهلُ من علومِ اللهِ حتى
نُباركَ ثم يكرمُنا المثيبُ
فهذا العلمُ في الوجدانِ يرسو
إمامٌ للبصائرِ أو نقيبُ
بقلم سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق