أصبحتُ مثلك يا أمي
أصبحتُ مثلك يا امي
وفهمت حقا ما املتُه عليّ السنون
مرتْ خمسة وعشرة
وما زالتْ في قلبي غصات المنون
يأكلُني الفراقُ بلا وداعٍ
ويعتصرُ فؤاداّ بالأسى مشحون
عقلتّ حنينَ الأمِ وشوقها
وعرفتُ ان حبَّها لا يحكمُه قانون
عرفتُ بعد ان تغيرَ التقويم
ان بحة صوتها حشرجات الشجون
وأن كلامها الغضوب حبَّاً
وأنها أحبتنا في نفسها حبّا لا يهون
فهمت يا امي ثقل الحِمل
وان كأسَ النفس يفيض كما العيون
وان الأم مرهونة النفس
فلا وقت لها ولا هنيهات لو يعلمون
هي التي منحت نفسها بلا ثمن
واستغنت عن لذيذ العمر والفنون
وتركت جدائل الليل على وسائدنا
ونامت فلم يُبقِ الدهر لها بيض المتون
وعرفت يا امي سرًّ الأمهات
وما يخفى على الصغار وما لا يفقهون
وودتُ لو يعاد الورد في الجنائن
كي نسقيه ماءَ العين فنحن به قد نكون
اماه اعياني العراك مع الدنيا
فعرفت ما كان من وجع يذيله الجنون
وتمنيت لو تعودي يوما واحداً
فاركعُ في جنات عدنك مُغمَضَةَ الجفون.
#بقلمي
#إيمان_مرشد_حماد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق