ليلة سقوط غرناطة
محمد حسام الدين دويدري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صخب الجماجم يستحمّ على دمي
والدوح يزعم
أنّ أطيار الحقول الزاحفةْ
ستبيع في صمت الرحيل
على المَدى ....
أعشاشها
البردُ يعصف....
والمشاوير الطويلة في المدى
تسحّ فوق العاصفة
يكسو صداها ألف لونٍ
للسيوف الوارفةْ
* * *
وثب الحصان
وكان لوني أخضراً
حين اعتلته الراجفةْ
كَسَرَ القيود
فحاصرت أحلامه
كلّ الطيور الخائفةْ}
"يا ليل خفّف وطأة الآلام ...."
صار الموج صخراً
في العيون الراغفةْ
* * *
زحف الجراد على الحصاد
فليت نهر الأمنيات يبيعنا بعض الورود
اليوم يعتصر الجنوب
حطام أشباحٍ
وينزع عن جباه الزاحفين
كل العظام الخائفةْْ
* * *
رَجْعُ الصدى آهٍٍٍ..
وليس في جعب الخرائط
غير صوت يمتشق حلم الصغارْ
ليصوغ أثواب الوعود
ويشتري ضوء النهارْ
سحب الجراحَ
وراح يمضي مسرعاً
عبر الحصارْ
متوشِّحاً آه الخرائط
وورقاً في كلّ دارْ
افترش الهواء شعاعه
واختار معطفه دثارْ
* * *
ثار المحارُ
ولم تزل في القاع
ترزح تحت أكداس الظلالْ
ثار المحار
ولم تزل
في كهفك العاري من الآمال
تحلم بالمحالْ
ثار المحارُ
ولم تزلْ
رجلاً كأشباه الرجالْ
سكنت دماؤك في الضلوع
واستوطنت أحلامك الغفلى التلالْ
رحلت عظامك ...
والضلوع تبيع رونقها
وتسفح كل أكواب الوصالْ
أمي وأمّك؛ فارقت كلتاهما
آفاق محراب الدعاء
فالصدر مزّق بالنبالْ
* * *
وقف الصغير مسربلاً
والدمع يسكب فوق سحنته الظلالْ
غرناطة الحيرى
وآهٍ ... أحرقت كلّ الضلوع
"فأنتشت" ذراتها بين الرمال
سقطت وريقات النحيب
تُشعّ لوناً صارخاً:
سقط القناع عن المراكب
ثارت دموع الآبقين
وسافر الطوفان فينا
غوثاه...
يا نوح ..... انتظرْ...
سنغوص أكثر في الرمال..."
* * *
"تموزُ" راح ضحية
فمتى نكفكف دمعنا...؟!
ونسير فوق العاصفة
ترنيمةٌ عطشى ترفرف من عصورٍ سالفة
في ليل صمتٍ عانقت صمتي
وراحت تحتسي ما في الكؤوس
لتشتري
صمت الشفاه الزائفة
.........
من مجموعة: آه... وصورة بندقية
مطبوعات جامعة حلب ١٩٩٥
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق