الجمعة، 25 نوفمبر 2022

إنك مكرمي للشاعر محمد حسام الدين دويدري

 إنّك مُكْرِمي

محمد حسام الدين دويدري

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

ما للدموعِ تكادُ تُشْعِلُ في دمي=بحراً  تَلاطَمَ مَوجُهُ بالأنجمِ

هل قلتُ والليلُ المضَاءُ بحسرتي=يمضي ثَقيلاً: "لاتَ ساعةَ مَنْدَمِِ"...؟!

ما كُنْتُ يوماً قانِطاً مِنْ رَحمةٍ=وَسِعَتْ وجوداً في انهيار المُعْتِمِ

لكنني والنفس خَجْلَى هابني=ما قَد جَنَيْتُ مِنَ الذنوبِ السُوَّمِ

منذ انتأَيتُ عن الضَبابِ وأَبصَرَتْ=نَفسي حَصاداً ليتهُ لم يُغْنَمِ

 حينَ التجَأتُ إلى السُكونِ مُناجياً=وهَجَرتُ سَيلَ تَأَلمي وتَكَلُّمي

ومَضَيتُ أَبحَثُ في بيادِرِيَ التي=أسْرَفْتُ فيها تائهاً عن مِعصَمي

كَمْ سِرْتُ في الأَيامِ ألهَثُ  لاهِياً=خَلفَ السَرابِ كَعَاشِقٍ مُتَرَّنّمِ

حتى صَحَوتُ على حَقِيقَةِ كَبْوَتي=وبَسَطتُ كَفَّ النادِمِ المستَسْلِمِ

وأَتَيْتُ للرحمنِ أرفعُ شَكْوَتي=مُتَضَرِّعاً في عَبرَةِ المتَأَزِّمِ

أَبكي زَماناً كُنْتُ فيهِ مُضَيَّعاً=أَحْسُو سَراباً طَعْمُهُ كالعَلقَمِ

يا خَالِقَ الأكْوانِ جِئتُكَ تائباً=وبَسَطْتُ كَفَّ النَادِم المسْتَسْلِمِ

وسَجَدْتُ في ذُلٍّ  أَلوذُ مُناجِيَاً=فارْحَم إلهي شَكْوَتي وتَأَلّمي

واغْفِرْ ذُُنُوبي واهْدِني فالصَدْرُ ضَاقَ=وَصِدْقُ ظَني فيكَ أَنّكَ مُكْرِمي

   ..........................................

الاربعاء، 10 رمضان، 1424 

       05 تشرين الثاني، 2003

من مجموعة: بين انزلاق وانطلق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق