أَضْنَى الْعِشْقُ لَواعِجِي
بقلم الشاعر حسن بوحيا
أَيتها الوردة الشَّمَّاءُ في الْعُلا
ارْحمي قلبي من عَذابِ الْفِراقِ
ارْتَشَفْتُ رِضابَ الوَرْدِ،فما وَجَدْتُ
نِداًّ لِرَحيقِكِ،في لَذَّةِ الْمذَاقِ
أَتيهُ سُكْراً مِنَ الْعِشْقِ،حتى الثُمَالَى
كَمُدْمِنٍ يَعُبُّ نَبِيذَ الْخُمُورِ العِتَاقِ
يَرْشَحُ العِشْقُ مِنِّي،فَيَتْرُكُ آثارَهُ
على الْجِلْدِ،كَأنِّي مُصابُُ بِدَاءِ الْبُهاقِ
أَصابَتْني حُمَّى الِعشْقِ مِنْ نَأْيِكِ
فَسَقَطْتُ صَريعاً في مَهْدِ الْعُشَّاقِ
بُعْدُكِ سُمٌّ،يَئِنُ مِنْ نَقْعِهِ فُؤا دي
لَيْسَ لَهُ غَيْرَ وِصالِكِ مِنْ تِرْياقِ
لَنْ يَفْهَمَ مَا أَلَمَّ بِي غَيْرَ قَيْسَ بْنَ مُلَوَّحٍ
فَمَنْ غَيْرَهُ جُنَّ مِنْ لَهيبِ الِاشْتِياقِ
ارْحَمِي جَسَداً هَدَّهُ الْهُيامُ بِكِ
وارْحَمي مُقَلاً،لا يَجِفُّ دَمْعُها الرَّقْراقِ
تَلَوْتُ تَرَانِيمَ الْعِشْقِ في مِحْرابِ الهَوَى
لاأَظُنُّكِ تَحْسِبِينَ الْعَاشِقَ مِنَ الْفُسَّاقِ
لَكِنَّ لي قَلْباً نَدِياًّ مَا فَتَرَتْ عَزِيمَتُهُ
وَجَسَداً لاَ زَالَ يَأْمَلُ في الْعِنَاقِ
سَأَخُطُّ اسْمَكِ على جُدْرانِ الْحَاراتِ
وَأَخُطُّ قَصيدَتِي على بَابِ كُلِّ زُقَاقِ
حُبُّكِ بَحْرٌ ذو عُبَابٍ لاَقَرَارَ يُعْرفُ لَهُ
غَاصَ فيهِ وِجْدَانِي حَدَّ الْأَعْماقِ
فَقَلْبي يَنْزِفُ حُباًّ،سالَ عَلى جَنَباتِهِ
كَمَا يَنْزِفُ على الثَّرى دَمُ الشَّهيدِ المُراقِ
غِيابُكِ وَإِنْ أَضْنَى بِالشَّوْقِ لَوَاعِجِي
لاَيَضِيرُنِي مَا دَامَ لي قَلْباً يَرُومُ التَّلاَقِ
فَالشَّمْسُ وَإِنْ أَلِفَ الْوَرَى أُفُولَهَا
يَسْتَبْشِرونَ لِرُؤَاهَا،حِينَ الْإِشْرَاقِ.
#حسن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق