طيفك والليل
محمد أبورزق
حينما يرخي الليل سدوله
ويعمّ السكون الكون
يهدأ كل شيء
إلا ضجيج هواك
وطيفك الصارخ في اعماقي
ذلك المتمرّد الأحمق
يزورني كالعادة كل ليلة
في الثلث الأخير من أحلامي
ساعة الذروة من أشواقي
يحتسي كؤوسا من صبابتي
يشرب حتى الثمالة
ويقف على عتبات أحداقي
منتشيا يفتح باب قلبي
صارخا متمايلا معربدا
دون إذن يلج غرفة أوصالي
عابثا بكل مشاعري
يبحث بين ثنايا أضلعي
مكسرا سكون أحلامي
يمزّق راحتي ويربك أوقاتي
يعتصر ما تبقى من منامي
ويضحك في هستيريا متواصلة
في عناد يجلسني القرفصاء
يطوف بأفكاري يقرأ تلاوينها
يضرم نيران الحنين بقلبي
يوقظ أحاسيسي ويلهبها
يرقص على أنغام تنهداتي
بكل حماس يدرع جوانحي
كالممسوس يتلوى بين شراييني
يركض يلعب يتسلّى
يترنح ثم يسقط متعبا في عيوني
لتبدأ قصة أخرى
تُولد من رحم شجوني
ينسجها الليل سهرا لجفوني
كيف أنام وهواك بين أضلعي
مُتمدّدا على سواحل خيالي
متوغلا في ثخوم نبضاتي
يستيقظ غاضبا معربدا
ويغفو وعيناه تراقبني
إن فكرت فيه استفاق فأرّقني
أو نسيته نخسني بأوجاعه فذكّرني
جاثوم سرمدي يسكنني
أحياه دوما في يقظتي ومنامي
ألفني حدّ الإدمان
ووهبته كل وقتي واهتمامي
هواك الذي حيرني وأتعبني
إمتلك روحي فشجاني وأبلاني
دوّخ فكري بلبل خاطري
أردته أن يسعدني فأشقاني
كيف أنساه وهو يسكن وجداني
لو أردت ما طاوعني قلبي ولا جاراني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق