(لكل ابن عاق)
الشاعر: محمودمطر
الرقم الاتحادي ٣٨٨
كم كنت أكسوه وأطعمه ولما شب هجر لي عشي وجافاني
لوكنت أطعم من بني الحيوان كلبا لبالوفاء ما تركني وخلاني
فمالي أري الوفاء في البشر معدوماو بين أهلي وخلاني
وجدت وفاء في بني الحيوان طبيعةيكون برؤية من الحاني
أما وفاء بني البشرفما وجدت له ندا فلعل الوفاء هو الجاني
هجرني ابني بعدمافعلت معه ماأمرني ربي به أوكان أوصاني
فكم بت مسهدا ليلي أدعو الله في مرضه أن يرعاه ويرعاني
وكم كسوته من جلدي وكنت أخفي عنه وعن الناس عرياني
وكم أعطفته ثوبي حتى البرد من قساوته في العظم أضناني
لكنه فرمني إلى فشل وحلق وترك شجرتي وكل أغصاني
وأخاف عليه أن يأتيني مجرما ويجلب علي ما يقض أزماني
لكنني من كرهي لفعاله قلت لا أريده أن يحمل للقبر جثماني
فوضت أمري لله في فشله و ستجني يداه وسيبكي أحياني
فقط حينما تكشر الدنياويعلم أنه من قدأمرضني وأشقاني
وحين يعود للعش الذي رباه سيجده خربا فالموت أوداني
وسيجد إخوانه بوجوه الصخر قابلوه مقتسمين إرثي وأعياني
وسيكون هذا العاق كالأجرب يخشاه الناس إن ربي أبقاني
وسيحيا فقيرا بعد عز فقد أوصيته ولم يسمع لإيصائي
وستبقى حياته نكدا إن ربي بين الناس أبقاني و أحياني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق